· تثير إخفاقات التفكير الاستراتيجي، التي تكشفت خلال حرب لبنان الثانية [في صيف سنة 2006]، الخشية أن تكون إسرائيل مفتقرة إلى التفكير الاستراتيجي العميق والبعيد المدى بشأن المسألة الإيرانية، الأكثر أهمية.
· إن التفكير الاستراتيجي الصحيح بشأن المسألة الإيرانية يلزم بدراسة سبعة سيناريوهات رئيسية: الأول ـ أن الضغط الدولي سيمنع تسلح إيران النووي على الإطلاق، ويجدر أن نفعل كل شيء من أجل دفع ذلك قدماً. الثاني ـ أن هذا الضغط الدولي سيؤدي إلى أن توقف إيران مشروعها النووي في الظاهر فقط، لكنها ستواصل في الواقع تسلحها النووي سراً، وهو سيناريو خطر للغاية؛ الثالث ـ أن تؤدي عملية عسكرية، أميركية أو إسرائيلية، إلى المس الشديد بقدرة إيران النووية، وبناء على ذلك أن تتنازل عن خيارها النووي، وهذا احتمال ضئيل للغاية؛ الرابع ـ أن تُلحق ضربة عسكرية، أميركية أو إسرائيلية، أضراراً كبيرة بقدرة إيران النووية، غير أنها تصر على تطوير سلاح نووي كي تثأر لنفسها، وهو سيناريو خطر للغاية، واحتمالاته كبيرة؛ الخامس ـ أن تنجح إيران في تطوير سلاح نووي، وعندها ينشأ توازن في مقابل إسرائيل، التي توحي صورتها بأن في إمكانها أن تقضي قضاء تاماً على إيران، إذا ما هاجمتها بأسلحة الدمار الشامل؛ السادس ـ أن تنجح إيران في تطوير سلاح نووي، وعندها تتحول إلى "دولة هوجاء"، وهو السيناريو الأكثر خطراً، لأنه ينطوي على تهديد لوجود إسرائيل، غير أن احتمالاته ضئيلة؛ السابع ـ التقدم نحو اتفاق سلام كامل في الشرق الأوسط، يشمل نزع الأسلحة النووية بالتدريج من دول المنطقة كافة. إن هذا السيناريو أفضل من وجود سلاح نووي في حيازة إيران، لكن لا يمكن أن نحدد احتمالاته.
· إن التوصيات التي يمكن التوصل إليها في ضوء ذلك هي: مواصلة الجهود الدبلوماسية لثني إيران عن الاستمرار في تطوير سلاحها النووي؛ التردد في شن عملية عسكرية؛ تعزيز قوة الردع الإسرائيلية المطلقة؛ بناء قوة قادرة على تدمير إيران النووية إذا ما أصبحت دولة هوجاء؛ العمل على دفع سلام شامل ومستقر في الشرق الأوسط سوية مع جعله منطقة مجردة من السلاح النووي.