من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
في الوقت الذي وجّه رئيس الحكومة إيهود أولمرت إلى الرئيس السوري بشار الأسد رسائل عن جدية نياته بشأن المفاوضات بين البلدين، أوضحت مصادر سورية أمس أن الأسد لا ينوي تقديم أي بادرة حسن نية تجاه أولمرت، ولا حتى مصافحته، لأنه "لا يوجد سبب يدعو إلى تقديم مبادرة حسن نية تجاه رئيس حكومة ضعيف".
وبعد يومين من نشر الأنباء التي تحدثت عن أن التحقيق الجاري ضد أولمرت بات متشعباً، جلس الأخير في القاعة نفسها وحتى إلى الطاولة نفسها مع الأسد في إطار مؤتمر دول البحر الأبيض المتوسط الذي يعقد في باريس. غير أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم غادر القاعة في أثناء إلقاء وزيرة الخارجية تسيبي ليفني كلمتها، وتغيب الأسد عند إلقاء أولمرت كلمته. وعلى حد قول المصادر السورية، فإن الأسد يخشى أن تكون أي بادرة حسن نية تجاه إسرائيل بمثابة رافعة سياسية تخدم أولمرت في أغراض داخلية، ولا تدفع عملية السلام مع سورية قدماً.
وقبيل ذلك التقى أولمرت رئيس الحكومة التركي رجب طيب أردوغان، وطلب منه نقل رسالة إلى الأسد فحواها أنه "جاد في نياته بشأن التقدم في المفاوضات". وبحث أردوغان وأولمرت أيضاً، كما يبدو، في ضم الولايات المتحدة إلى المفاوضات لإقناع سورية بالانتقال إلى المفاوضات المباشرة. وذكرت مصادر في حاشية أردوغان أن تركيا ستحاول إقناع الرئيس بوش "بعدم التسبب بفقدان الزخم، وبفسح المجال أمام تقدم عملية المفاوضات عن طريق مشاركة مندوب أميركي في المحادثات". وأضافت المصادر التركية إن تركيا تتطلع إلى مشاركة مندوب أميركي في جولة المحادثات المقبلة التي من المتوقع عقدها قبيل نهاية تموز/ يوليو.
وقال الرئيس الأسد أمس إن "السلام بين إسرائيل وسورية يمكن أن يتم خلال فترة نصف عام إلى عامين، إذا كان الطرفان جادين في إدارة المفاوضات المباشرة". ومع ذلك صرحت مصادر في الوفد السوري أمس لصحيفة "هآرتس" إن الرئيس الأسد يشعر بأنه يقف اليوم في موقع قوة، ولا ينوي التنازل عن مطلبه فيما يتعلق بإطار المفاوضات، وأضافت: "ستستمر المفاوضات غير المباشرة ما دام ليس هناك شريك أميركي".
وبحسب السيناريو السوري، في إمكان فرنسا أن تؤدي، خلال الفترة القريبة المقبلة، دور راعي العملية السياسية إذا وافقت إسرائيل على ذلك، غير أنه ليس في إمكانها أداء الدور الأميركي.
وفيما يتعلق بحظوظ المفاوضات بين إسرائيل ولبنان، أوضحت المصادر السورية أن "الموقف التقليدي الذي يرى أن المسار اللبناني مرتبط بالمسار السوري لم يتغير. غير أن دلالة ذلك اليوم هي أنه ما دامت سورية لم تحصل على غايتها في عملية السلام مع إسرائيل، فلا مجال هناك لمسار مزدوج".
وأوضحت مصادر لبنانية أن البحث في مسار منفصل في هذه المرحلة ليس واقعياً. "ولا يعود السبب في ذلك إلى المعارضة السورية، وإنما إلى البنية السياسية في لبنان، وإلى قوة حزب الله الذي لن يسمح لأي حكومة لبنانية بالتقدم في عملية سلمية مع إسرائيل، بتأييد سوري أو من دونه".
وتتطلع سورية أيضاً إلى القيام بدور نشيط وفاعل في عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وقبل نحو عشرة أيام أوضحت سورية لمحمود عباس أنها تؤيد المصالحة بين "حماس" و"فتح"، وأنها ستبذل جهداً لإقناع "حماس" بتليين مواقفها.