هل ما زال وزير الخارجية الإسرائيلية غير ضالع في اتخاذ أي قرارات مصيريـة؟]
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

·       يبدو لي أن الأمر المثير الذي تبين من الوثائق الجديدة المتعلقة بمحاضر "لجنة أغرانات" التي تقصت وقائع حرب يوم الغفران [حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973]، والتي سمح أرشيف الجيش الإسرائيلي بنشرها على الملأ في نهاية الأسبوع الفائت، كامن في حقيقة أن وزير الخارجية الإسرائيلية في إبان تلك الحرب أبا إيبان، والذي يعتبر أفضل وزير شغل هذا المنصب في الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة حتى الآن، لم يكن مطلعاً على أي معلومات، ولم يكن شريكاً في أي مشاورات أمنية تتعلق بحيثيات الحرب، وذلك على الرغم من كونه يحتل المنصب الثالث من حيث أهميته في الحكومة بعد كل من رئيسة الحكومة غولدا مئير، ووزير الدفاع موشيه دايان.

·       ولذا فإن شهادته التي أدلى بها لدى مثوله أمام "لجنة أغرانات"، والتي كانت من ضمن الوثائق والشهادات التي سمح بنشرها، اعتبرت بأنها لا تنطوي على أي قيمة، ولا سيما في حال مقارنتها بالشهادات الأخرى التي تم كشف النقاب عنها، وفي مقدمها شهادتا قائد المنطقة العسكرية الجنوبية شموئيل غونين (غوروديش)، وقائد المنطقة العسكرية الشمالية يتسحاق حوفي، فضلاً عن شهادتي كل من يسرائيل ليئور السكرتير العسكري لرئيسة الحكومة مئير، وفريدي عيني مساعد رئيس جهاز الموساد تسفي زامير.

·       مع ذلك، ثمة برأيي قيمة كبيرة كامنة في شهادة إيبان كونها تشكل دليلاً على ما نعرفه حق المعرفة، وهو أن وزير الخارجية في إسرائيل غير ضالع في اتخاذ أي قرارات حاسمة.

·       وما كنت لأتوقف عند شهادة إيبان لولا الشك الذي انتابني في الوقت الراهن بأن عملية اتخاذ القرارات المصيرية ما زالت تجري على المنوال نفسه، وأنه على الرغم من أن وزير الخارجية الحالي أفيغدور ليبرمان يطير إلى شتى أنحاء العالم، ويقوم بزيارات رسمية للعواصم المهمة، إلا إن كلاً من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع إيهود باراك، هما اللذان يتوليان بمفردهما اتخاذ القرارات الحاسمة المتعلقة بالأمور الأكثر مصيرية في حياة الشعب والدولة.

·       إذا صح ذلك، فإن الاستنتاج المطلوب بعد مرور 39 عاماً على اندلاع حرب يوم الغفران هو أننا لم نتعلم أي عبرة منها، ونسينا أشياء كثيرة. ويتعين على نتنياهو وباراك أن يقررا فيما إذا كانا يثقان برجاحة رأي الشخص الثالث من حيث أهميته في رأس هرم المؤسسة السياسية، وأن يتيحا له إمكان أن يكون جزءاً من أصحاب القرار، وإذا لم يكونا واثقين من رجاحة رأيه عليهما أن يفسرا الأسباب التي حدت بهما إلى تعيينه في هذا المنصب المهم والحساس.