الاستخبارات الإسرائيلية و"ربيع الشعوب العربية"
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·       يبدو أن أحد عيوب أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية كامن في استخفافها بالمواد الإعلامية العلنية واستغراقها في الاعتماد على المواد السرية التي تتراكم لديها نتيجة عمليات تنصت أو جمع معلومات، أو عن طريق عملائها. وهذا العيب ينطبق على أجهزة الاستخبارات هذه في الوقت الحالي في كل ما يتعلق بأدائها إزاء "ربيع الشعوب" في العالم العربي المحيط بنا.

·       ولا بد من الإشارة إلى أنه قبل اندلاع الثورة في مصر شرح رجال أعمال مصريون لزملاء لهم من إسرائيل كثيراً بشأن ما يحدث في مصر منذ عامين على الأقل، وخصوصاً الأضرار الكبيرة التي لحقت بالطبقة المصرية الوسطى بسبب سلوك جمال مبارك [نجل الرئيس المصري السابق حسني مبارك] والأشخاص المقربين منه، الذي تعامى عنه والده كلياً عندما كان على رأس السلطة.

·       وكان يكفي أن نسأل لماذا يحمل المواطنون الدروز في هضبة الجولان، كلما زاروا أقرباءهم في سورية في الآونة الأخيرة، أكياس السكر والحاجات الغذائية الأساسية الأخرى، كي ندرك أن الأوضاع الاقتصادية السورية أصبحت متدهورة للغاية.

·       وبالنسبة إلى غزة فإننا ما زلنا نفضّل أن نعتبر سلطة "حماس" خطرة للغاية، ولا نسأل أنفسنا مثلاً عن سرّ إرسال كثيرين من الأهالي هناك أولادهم إلى مخيمات صيفية تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين [الأونروا] لا إلى مخيمات صيفية تابعة لحركة "حماس"، وذلك على الرغم من أن هذه الحركة الأخيرة تعتبر وكالة الأونروا بمثابة خصم لدود لها.

·       بناء على ذلك فإن أول ما يتعيّن على رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية [أمان] أن يطلبه هو أن تتضمن المختارات من الصحف العربية التي يحصل عليها كل يوم عرضين يتعلقان بتطور الأوضاع الاقتصادية في مصر، ومستجدات الأوضاع السياسية في الأردن. فمن المعروف أن مصر تقف على أعتاب فوضى اقتصادية، في حين أن الأردن يشهد هزات صغيرة من شأنها في حال تفاقمها أن تهدّد سلطة الملك. إن جميع الأنباء بشأن هذين الأمرين تحتل العناوين الرئيسية في وسائل الإعلام في البلدين، ولا شك في أن التطورات المقبلة ستؤثر في مستقبل المنطقة وفي مكانة إسرائيل في المدى القريب.