رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية زار الولايات المتحدة سراً للتحذير من مغبة وصول أسلحة سورية متطورة إلى حزب الله
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

زار رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية [أمان] الجنرال أفيف كوخافي الولايات المتحدة سراً بهدف التحذير من خطر وصول أسلحة متطورة موجودة في حيازة سورية، في حال سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، إلى يد حزب الله في لبنان.

وعلمت صحيفة "هآرتس" أن هذه الزيارة جرت قبل ثلاثة أسابيع، والتقى كوخافي خلالها مسؤولين أميركيين في واشنطن، وسفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي في نيويورك، وأجرى معهم محادثات بشأن الأوضاع الأخيرة في كل من سورية ولبنان.

وقال مصدر دبلوماسي أجنبي رفض الكشف عن هويته إن كوخافي حذر في أثناء هذه اللقاءات من أنه في حال سقوط نظام الأسد فإن الأسلحة المتطورة الموجودة في حيازة الجيش السوري ستسقط في يد حزب الله.

كما أكد مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى أن كوخافي زار الولايات المتحدة سراً قبل ثلاثة أسابيع، مشيراً إلى أن محادثاته تركزت في الأساس على الأوضاع في سورية، وعلى احتمال زعزعة سلطة الأسد بسبب أعمال الاحتجاج التي تطالب بسقوطها، مشدداً على أن إيران وحزب الله ضالعان في قمع أعمال الاحتجاج هذه. وأشار هذا المسؤول نفسه إلى أن كوخافي زار أيضاً مقر الأمم المتحدة في نيويورك وأطلع مسؤولين كباراً فيها وسفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي على معلومات استخباراتية تفيد بأن السلطات السورية ساعدت في تنظيم التظاهرات التي جرت في منطقة الحدود مع إسرائيل في هضبة الجولان في مناسبة "يوم النكبة".

ويبدو أن زيارة كوخافي للأمم المتحدة كانت تهدف أيضاً إلى التأثير في فحوى تقرير مراقبي الأمم المتحدة في الجولان الذي تطرّق إلى أحداث "يوم النكبة"، كذلك إلى التأثير في تقرير السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون بشأن تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي أنهى حرب لبنان الثانية [في صيف 2006].

تجدر الإشارة إلى أن صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية نشرت أمس (السبت) تقريراً يفيد بأن حزب الله نقل في الأسابيع القليلة الفائتة مئات الصواريخ التي كان يحتفظ بها في مخازنه الخاصة في الأراضي السورية إلى قواعده في شرق لبنان. ووفقاً لهذه الصحيفة فإن الحزب فعل ذلك بسبب خشيته من سقوط نظام الرئيس الأسد، وإقدام السلطة الجديدة في سورية على قطع علاقاتها معه.

وقال مسؤولون رفيعو المستوى في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لصحيفة "هآرتس" إن إسرائيل تلاحظ نشاطاً مكثفاً من جانب حزب الله بسبب الأحداث الأخيرة في سورية. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك هدّد في عدة مناسبات في الآونة الأخيرة أنه في حال وصول أسلحة "مخلة بالتوازن" إلى حزب الله فإن إسرائيل ستدرس إمكان شن عملية عسكرية لوقف نقل أسلحة كهذه.