من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· في الأسبوع الأخير التقيتُ عشرات المسؤولين الأوروبيين الذين يتابعون عن كثب ما يجري في إسرائيل، والصراع بينها وبين الدول المجاورة. وقد أبدى عدد من هؤلاء دهشتهم من أنه في الوقت الذي يحذر فيه وزير الدفاع الإسرائيلي من تسونامي سياسي، تجد الجمهور الإسرائيلي مشغولاً بقضايا داخلية هامشية. وسألني بعضهم عمّا إذا كان لدي فكرة بخصوص ما يريده رئيس الحكومة، وعمّا إذا كان الهدف من كلامه على المفاوضات هو إعطاء المستوطنين عاماً أو عامين للقضاء على فرصة تقسيم البلد. ولم يذكر لي شخص واحد من هؤلاء المسؤولين أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تريد أو قادرة على القيام بعملية سياسية جدية، وقدموا جميعهم من دون استثناء توقعات متشائمة جداً، شبيهة بتنبؤات شمعون بيرس، بأن الستاتيكو القائم سيؤدي إلى اقتراب نهاية إسرائيل كدولة يهودية.
· ليس الخطر الديموغرافي الذي تحدث عنه نتنياهو في الجلسة الأخيرة للحكومة هو الذي يطرد النوم من أعين الأوروبيين، إذ ثمة أسباب كثيرة أخرى في الشرق الأوسط تقض مضاجعهم، وفي طليعتها الخطر من أن يتحول "الربيع العربي" إلى انتفاضة جديدة تتعدى حدود إسرائيل والمناطق المحتلة. ويرفض المسؤولون الأوروبيون في بروكسل موقف نتنياهو الداعي إلى تجميد المفاوضات مع الفلسطينيين حتى تنقشع الأجواء السياسية في المنطقة، وبصورة خاصة تأجيل هذه المفاوضات إلى ما بعد الانتخابات في مصر.
· من جهة أخرى، عرضت كاترين أشتون المسؤولة عن العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي في حديث لها معي وجهة نظر مختلفة، فهي تتخوف من أن يتحول التصعيد الدموي للنزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي إلى رصيد سياسي للأحزاب الراديكالية في المنطقة. فقد كانت أشتون مستعدة لتأييد الرئيس الأميركي لو أنه دعا في الخطاب الذي ألقاه في 19 أيار/مايو الماضي الطرفين إلى استئناف المفاوضات على أساس حدود 1967 وتبادل للأراضي، لكن الرئيس أوباما ما زال يكتفي حتى الآن بالتصريحات التي يرغب في سماعها المتبرعون اليهود لحملته والناخبون.
· المؤرخ إلي بار ـ نافي، المقيم حالياً ببروكسل، هو من المؤسسين لمنظمة سلام يهودية تدعى جي كولJCALL European Jewish Call For Reason]] الشبيهة بمنظمة جي ـ ستريت [منظمة جديدة لليهود في أميركا تؤيد حل الدولتين]. وقد أنهت هذه المنظمة، الأسبوع الماضي، أعمال مؤتمرها السنوي الذي حضرته نحو 400 شخصية من كل أنحاء أوروبا، وتبين في نهايته أن هناك فارقاً ضئيلاً بين مواقف الجالية اليهودية في أوروبا من إسرائيل وبين المواقف الرسمية للدول الأوروبية. وفي رأي بار ـ نافي الذي كان سفيراً لإسرائيل في فرنسا (بين سنتي 2000 ـ 2002) أن السياسة الأوروبية الموحدة من الأزمات الدولية تحتاج إلى إجماع الدول الثلاث الكبرى، وهي: فرنسا وألمانيا وبريطانيا.
· إن لأوروبا مسؤولية خاصة تجاه الشعب اليهودي، وغير مسموح لفرنسا وبريطانيا وخصوصاً ألمانيا بالتخلي عن مسؤولياتها من خلال تصريحات لا معنى لها، في حين تضرب الدولة اليهودية رأسها بالحائط.