نتنياهو يحكم على إسرائيل بالعيش في ظل الحرب إلى الأبد
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       نقل الكاتب إتغار كيرت، الذي طلبت منه "هآرتس" مرافقة رئيس الحكومة خلال زيارته إلى إيطاليا، وجهة نظر نتنياهو تجاه النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، وقوله عنه "إنه نزاع غير قابل للحل لأنه ليس صراعاً على الأرض، ولا يمكنك حله بالتخلي عن كيلومتر من الأرض، وجوهر النزاع هو في مكان آخر تماماً. وما لم يعترف رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن بإسرائيل كدولة يهودية، فلا سبيل للتوصل إلى اتفاق". وكرر نتنياهو هذا الكلام يوم الأربعاء في الكنيست فقال: "إن سبب النزاع وسبب استمراره هو رفض الاعتراف بالدولة القومية للشعب اليهودي ضمن أية حدود كانت".

·       عندما يؤكد نتنياهو أنه لا يوجد حل للنزاع فإنه يحكم على إسرائيل بالعيش إلى الأبد في حالة حرب، ولا يفتح أفقاً للمصالحة وللحوار مع الفلسطينيين والعرب والعالم الإسلامي. وقد صدقت زعيمة المعارضة تسيبي ليفني في هجومها على نتنياهو في جلسة الكنيست، واتهامها له "بدفن الأمل بالتوصل الى تسوية سلمية، وبالحياة الطبيعية في إسرائيل"، مشددة على موقفها القائل إنه من الممكن حل النزاع إذا اتخذت إسرائيل "قرارات صعبة".

·       إن النتيجة العملية لتقديرات نتنياهو السلبية للوضع مثيرة للقلق، فما يطلبه من الفلسطينيين هو التخلي عن هويتهم الوطنية والاعتراف بإسرائيل "دولة للشعب اليهودي". إنه يطلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس التعهد بأن ليهود بروكلين أو يهود لندن حقوقاً في هذه الأرض أكثر مما للمواطن العربي في تل أبيب، أو القدس، أو حيفا. وفي الحقيقة إنه يطلب منه الاعتراف بأن الفلسطينيين هم غزاة أجانب لهذه الأرض، ولا يمكن لعباس أو لأي زعيم فلسطيني آخر الموافقة على طلب كهذا.

·       إن فرص التوصل إلى حل للنزاع تكمن في ترتيبات عملية لتقسيم أرض إسرائيل من شأنها أن تؤدي إلى نشوء علاقات جديدة بين الدولتين: إسرائيل وفلسطين. لكن نتنياهو يتهرب من بناء المستقبل الذي يفرض بالضرورة انسحاباً إسرائيلياً من المناطق، وإخلاءً للمستوطنات، وتقسيماً للقدس، وهو يفضل التمسك بحجج من الماضي لا فائدة منها، ويطالب بتغيير التاريخ الفلسطيني. إن ما يريده نتنياهو هو الدخول في مماحكات مع الفلسطينين لا التصالح معهم.