بيرس: إسرائيل ستخسر مكانتها كدولة يهودية وديمقراطية إذا لم تستأنف المفاوضات مع الفلسطينيين
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

قال رئيس الدولة الإسرائيلية شمعون بيرس أنه قلق للغاية من الجمود المسيطر على العملية السياسية [بين إسرائيل والفلسطينيين]، ومن إمكان نشوء دولة ثنائية القومية، مؤكداً أنه في حال عدم استئناف مفاوضات من شأنها أن تسفر عن التوصل إلى اتفاق بين الجانبين، فإن إسرائيل ستتدهور سريعاً نحو وضع يمكن أن تخسر فيه مكانتها كدولة يهودية وديمقراطية.

وجاءت أقوال بيرس هذه في سياق أحاديث مغلقة أدلى بها في الآونة الأخيرة إلى عدد من أصدقائه وضيوفه، وشدّد فيها أيضاً على "أن الذي يقبل مبدأ حدود 1967 كأساس للمفاوضات سيحظى بتأييد العالم، في حين أن الذي يعارض ذلك سيخسر العالم". ويبدو أن أقواله هذه تنطوي على نقد مبطن لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي يعارض استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين على أساس حدود 1967 بحجة أنها "حدود غير قابلة للدفاع عنها".

غير أن رئيس الدولة يرفض في الوقت نفسه أن يعلن معارضته مواقف رئيس الحكومة على الملأ، مؤكداً أن منصبه لا يتيح له إمكان الإقدام على أمر كهذا.

من ناحية أخرى ذكرت صحيفة "معاريف" (17/6/2011) أن بيرس قال، في سياق مقابلة خاصة أدلى بها أمس (الخميس) إلى وكالة "أسوشيتد برس" للأنباء، إن هناك إمكاناً للتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين في غضون الأشهر القليلة المقبلة، أي قبل أيلول/ سبتمبر الذي من المتوقع أن تصوّت خلاله الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار ينص على إقامة دولة فلسطينية في حدود 1967 من جانب واحد، مؤكداً أن الفجوات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني هي فجوات نفسية فقط. لكن رئيس الدولة توقع في الوقت نفسه أن تلجأ الولايات المتحدة إلى استعمال حق النقض [الفيتو] في مجلس الأمن الدولي لإحباط طلب الفلسطينيين الاعتراف بإقامة دولة فلسطينية من جانب واحد في حال تقديم طلب كهذا إلى المجلس.

وأضافت الصحيفة أن بيرس شدّد على أن قرار الجمعية العامة، إذا ما اتُخذ، سيبقى حبراً على ورق لأن إسرائيل ستسأل الأمم المتحدة عمّا إذا كان في إمكانها أن تمنع "الإرهاب"، أو أن توقف تمويل إيران لكل من حزب الله و"حماس"، أو أن تضع حداً لعمليات تهريب الأسلحة إليهما؟ وفي حال عدم امتلاكها إجابات مقنعة على هذه الأسئلة كلها فإن قرار الجمعية العامة لن ينطوي على أي قيمة.

وأشارت الصحيفة إلى أن بيرس أعرب في المقابلة نفسها عن اعتقاده بأنه يمكن التوصل أيضاً إلى "حل إبداعي" لموضوع اللاجئين الفلسطينيين بمنأى عن حق العودة، وأكد لدى تطرقه إلى آخر التطورات في الدول العربية [الثورات الشعبية] أنه سيكون مسروراً للغاية إذا ما تحوّل الشرق الأوسط كله إلى منطقة حرة وديمقراطية.