· يشكل تقدم طهران المستمر نحو امتلاك السلاح النووي مشكلة تتطلب معالجة سريعة من جانب إسرائيل، نظراً إلى مخاطره الكبيرة عليها، وإمكان إقدام حكام إيران، في ظل أوضاع معينة، على استخدام هذا السلاح بصورة مباشرة أو غير مباشرة ضدها.
· وما زلنا نأمل بأن تمنع العقوبات إيران من الحصول على السلاح النووي، أو بأن تهاجم الولايات المتحدة إيران، وذلك على الرغم من ضآلة احتمال تحقق هذه الآمال. ونظراً إلى أن إسرائيل لا تستطيع أن تبقي مصير مستقبل أمنها القومي مرهوناً بقرارات الآخرين، وفي ظل عدم وجود حل آخر لديها، فليس هناك خيار أمامها سوى مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية ما دام هذا الأمر ممكناً.
· في إطار دراسة شاملة قمت بها في مركز السادات - بيغن للدراسات الاستراتيجية، توصلتُ إلى خلاصة أولى مفادها أنه في حال هاجمت إسرائيل إيران فمن المتوقع أن ترد هذه الأخيرة على الهجوم بعنف، لكن علينا ألاّ نبالغ في تصوير قدرات إيران على جعل إسرائيل أو أطراف أخرى تدفع غالياً ثمن هذا الهجوم. وتشير أشدّ التقديرات تشاؤماً إلى أن الأضرار التي قد تلحق بإسرائيل نتيجة هجومها على المنشآت النووية الإيرانية هي أقل بكثير من الدمار الذي قد يتسبب به هجوم نووي إيراني عليها.
· إن الهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية قد يؤدي إلى إلحاق الضرر بالعلاقات مع الولايات المتحدة ومع دول كبرى، ومن المتوقع أن يتسبب برفع حدة النزاع العربي - الإسرائيلي. لكن الأخطر من هذا كله هو استئناف إيران مساعيها للحصول على السلاح النووي من أجل "الانتقام" من إسرائيل.
· والخلاصة الثانية التي توصلتُ إليها في هذه الدراسة هي أنه من أجل الحؤول دون وقوع هذه الأضرار، ومن أجل الدفع في اتجاه خطوات دولية جديدة لوقف استئناف مساعي إيران لتطوير سلاح نووي، من الضروري أن تربط إسرائيل بين الهجوم على إيران وبين مبادرة سلام شرق - أوسطية تستند بصورة جزئية إلى مبادرة السلام العربية العائدة إلى سنة 2000.
· إن الربط بين الهجوم العسكري على إيران وبين مبادرة سلام شرق - أوسطية من شأنه أن يحسم الجدل الدائر بين المؤيدين للهجوم على إيران وبين المعارضين له. كما ستساهم مبادرة السلام في تقليص الضرر الذي سيلحق بالعلاقات مع الولايات المتحدة، وستشجع على اتخاذ خطوات دولية فاعلة تمنع إيران من استئناف مساعيها لإنتاج السلاح النووي.
لذا، فإنني أقترح أن تقوم إسرائيل بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية ما دام هذا الأمر لا يزال متاحاً، وربط هذا الهجوم بتقديم مبادرة إسرائيلية جدية شاملة للسلام في الشرق الأوسط.