على الأحزاب الدينية أن تخوض الانتخابات ضمن قائمة مشتركة كي تضمن بقاءها في الحياة السياسية
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

·       شكل إعلان تأجيل الانتخابات العامة في إسرائيل طوق نجاة للأحزاب الصهيونية الدينية، مثل حزبي "البيت اليهودي" و"الاتحاد القومي"، اللذين كان من المتوقع أن يُمنيا بهزيمة كبيرة لو تم تقديم موعد الانتخابات. واليوم بات هذان الحزبان يملكان وقتاً كافياً لتنظيم وتوحيد صفوفهما، ولحل المشكلات السياسية والخلافات الشخصية، وللاستعداد لخوض الانتخابات المقبلة ضمن قائمة واحدة، وإلاّ فإنهما لن يتمكنا منفردين من تجاوز نسبة الحسم المطلوبة، الأمر الذي سيؤدي إلى شطبهما عن الخريطة الحزبية. فهل يستطيع هذان الحزبان إنقاذ نفسيهما؟

·       المشكلات التي تواجهها الأحزاب الدينية هي مشكلات شخصية وإيديولوجية. فالسبب الذي دفع بالحزبين المذكورين أعلاه إلى خوض الانتخابات الأخيرة بصورة منفردة هو الخلاف الشخصي بين زعامات الحزبين. كما أن كل واحد من أعضاء كتلة "البيت اليهودي" الثلاثة في الكنيست الحالي: أوري أورباخ وزفولون أورليف ودانيال هيرشكوفيتش، كان يتصرف كأنه كتلة مستقلة.

·       أمّا الخلاف الأيديولوجي فيعود إلى أن الحزبين يمثلان جمهورين مختلفين، فحزب "الاتحاد القومي" يمثل الجمهور الحريدي المتطرف والمتشدد في تمسكه بنمط الحياة الدينية، في حين أن حزب "البيت اليهودي" يمثل مواقف حزب المفدال التقليدية والأكثر اعتدالاً. فهل يمكن والحال كذلك ردم هذه الهوة الأيديولوجية التي تفصل بينهما؟

·       ربما يمكن تحقيق ذلك بصورة جزئية، فليس هناك مشكلة أيديولوجية في أن يخوض أعضاء حزب "البيت اليهودي" الانتخابات ضمن قائمة واحدة مع أوري أريئيل. لكن انضمام ميخائيل بن أري، المقرب من فكر مئير كهانا المتطرف، وأرييه ألداد إلى القائمة، سيبعد الناخبين المعتدلين .

·       من جهة أخرى فإن انضمام أعضاء معتدلين من حزب "البيت اليهودي" إلى قائمة مشتركة مع "الاتحاد القومي" سيبعد الناخبين الحريديم. وفي حال خاض الانتخابات مرشحون مستقلون من خارج اللائحة الموحدة، فإن هذا سيؤدي إلى خسارة هذه اللائحة كثيراً من الأصوات وتخفيض عدد مقاعدها إلى ما دون العشرة.