· يتوقع أن يكون صيف إيهود باراك، الذي سيتسلم اليوم منصب وزير الدفاع، عصبياً وساخناً، وذلك لأن هذا الفصل محكوم عليه تاريخياً بالحروب. هناك غليان في المنطقة كلها. إيران تضخ كميات هائلة من الذخيرة والدولارات لتعزيز قوة حلفائها في العراق وسورية ولبنان وغزة. السوريون يفعّلون منظمات فلسطينية ضد الجيش اللبناني ويواصلون اغتيال معارضيهم في الساحة السياسية اللبنانية. حزب الله يتصرف كـ "ولد مؤدب" لكنه أبعد ما يكون عن السذاجة. وتنظيم القاعدة يصب زيته على النار. ومن الناحية الأخرى تحاول إسرائيل والولايات المتحدة ومصر ودول عربية معتدلة أخرى ودول أوروبية أن تمارس نفوذها ضد "محور الشر".
· من الذي لديه مصلحة في تسخين الحدود الشمالية عشية تسلم باراك منصب وزير الدفاع بينما يقوم رئيس الحكومة إيهود أولمرت بزيارة الولايات المتحدة؟ إن الأمر المريح لدى الجيش الإسرائيلي هو أن يدعي بأن إطلاق صواريخ الكاتيوشا كان "موضعياً"، لكن الواقع يمكن أن يكون مغايراً تماماً. وقد يكون لحزب الله ضلع في هذه العملية. وإذا لم يكن لحزب الله ضلع فربما يكون ناشطون محسوبون على تنظيم القاعدة هم من فعلوا ذلك.
· لعل الأهم من هوية الخلية التي أطلقت الصواريخ هو الدروس التي يجب استخلاصها من ذلك. ومن هذه الدروس أن نشر القوات الدولية والجيش اللبناني في جنوب لبنان يصعّب على إسرائيل إمكان العمل ضد من يتجرأ على مهاجمتها.
· في غضون عدة أيام سيكون على باراك أن يتعامل مع أكثر القضايا مصيرية، وهي قضية الحيلولة دون الحرب مع سورية. ويقول المقربون من باراك، الذين يعرفون أفكاره، إنه يعتبر إطالة الفترة بين كل حرب وأخرى من حروب إسرائيل هدفاً أعلى. وبالتالي فسيكون هدفه إحراز حسم عسكري في أقصر فترة ممكنة (حتى لا يكون الأمر) كالحرب المتمادية منذ صيف 2006 في لبنان.