أمام ترسيخ القطيفة بين غزة والضفة لا بد من "اتفاق مكة" آخر بصيغة متطورة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      فرحة المنتصرين من أعضاء حماس في غزة والتسرع في إقامة حكومة الطوارئ في الضفة الغربية يرسخان، في الظاهر، الانطباع بأن الأرض الفلسطينية مقسمة فعلاً: الضفة لفتح وغزة لحماس. وهذه الأخيرة ستدير منذ الآن فصاعداً غيتو مكوناً من نحو مليون ونصف مليون فلسطيني سينفصل تماماً عن "الوطن الأم". من هنا أيضاً أتت السرعة التي استعدت فيها الولايات المتحدة وإسرائيل لاحتضان الحكومة الجديدة ومنحها جميع ما لم يمنحاها إياه قبيل انتخابات السلطة الفلسطينية في العام الفائت، كما لو أنهما يسرعان إلى المشاركة في احتفالات التقسيم بين "الجنة" و"جهنم"، وإلى البرهان لمواطني فلسطين كم كانت خسارتهم بالغة عندما صوتوا لحماس.

·      ليس في وسع غزة أن تنفصل عن الضفة الغربية. وإن كل من يرى في اتفاق أوسلو أساساً لاستمرار التعاون الرسمي مع السلطة الفلسطينية - وما من طريق آخر إلى ذلك إلا اتفاق أوسلو - عليه أن يتبنى المبدأ الذي بموجبه تعتبر غزة والضفة وحدة واحدة.

·      حتى من دون هذا الأساس الرسمي فإن الصلة بين غزة والضفة هي صلة شراكة في الحلم والرؤيا اللذين يشكلان الوطنية الفلسطينية. ومن هنا فإن منح "ملكية" كل منهما لحركة من دون سواها سيفسر على الفور بأنه خيانة للقضية الفلسطينية فكم بالحري عندما تتمتع إحدى المنطقتين بالرعاية الأميركية - الإسرائيلية، بينما تحظر هذه الرعاية على المنطقة الأخرى الخاضعة لرعاية إيران، بحسب ما تحاول فتح وصف غزة الآن.

السؤال هو كيف يمكن إذابة الغضب الذي تراكم لدى فتح ضد حماس ثم جمع الطرفين حول طاولة واحدة؟ من المحتمل ألا يكون هناك مهرب مرة أخرى من تدخل السعودية ومصر وربما إيران وسورية للتوصل إلى صيغة متطورة من "اتفاق مكة".

 

المزيد ضمن العدد 229