قال رئيس الحكومة إيهود أولمرت في لقائه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس ان إسرائيل اختارت عدم الرد على إطلاق الصواريخ من لبنان على كريات شمونة نظراً إلى عدم وقوع إصابات بشرية نتيجة الحادث. وأضاف: "لحسن الحظ لم تقع إصابات، فقد كان من الممكن أن تنتهي الأمور بشكل مختلف، وفي هذه الحال سيكون الرد الإسرائيلي مختلفاً. وهذا يذكرنا جميعاً بضرورة تطبيق القرار 1701. ومن الضروري إغلاق الحدود السورية- اللبنانية أمام عمليات التهريب أيضاً".
ومساء أمس أطلقت ثلاثة صواريخ على كريات شمونة سقط إثنان منها في داخل البلدة، ولحقت أضرار بإحدى السيارات، لكنهما لم يسفرا عن وقوع إصابات. وقد أطلقت الصواريخ، وهي من عيار 107 ملم، من منطقة تل العديسة في لبنان، القريبة من موقع اليونيفيل.
والتقدير السائد لدى الجيش الإسرائيلي، وأيضاً لدى الجيش اللبناني ووسائل الإعلام العربية، أن هذا الحادث لا علاقة له بحزب الله بل بمنظمة فلسطينية مؤيدة لحركة حماس. وتطرق أولمرت إلى هذا الأمر في لقائه الأمين العام للأمم المتحدة، وقال إن الأمر يتعلق بمنظمات موالية للفلسطينيين. وأثار احتمال أن تكون حركة الجهاد الإسلامي أو القاعدة هي الجهة الفاعلة.
وتعتقد جهات في قيادة الجبهة الداخلية والجيش الإسرائيلي وكذلك جهات لبنانية أن ناشطين تابعين لمنظمة فلسطينية هم الذين أطلقوا الصواريخ على كريات شمونة (يديعوت أحرونوت، 17/6/2007). والدافع إلى ذلك هو الصراع الذي تخوضه المنظمات المتطرفة ضد الجيش اللبناني في نهر البارد في منطقة طرابلس وأماكن أخرى.
وما يزال الجيش الإسرائيلي لا يستبعد إمكان أن يكون الفاعلون أعضاء في حزب الله، لكن الحزب سارع إلى نفي أي علاقة له بهذا الموضوع.
وفي قيادة المنطقة الشمالية وفي فرقة "الجليل" العسكرية تجرى تقويمات للوضع بهدف دراسة ظروف الحادث الشاذ. وتشير جهات في الجيش الإسرائيلي إلى أن هناك عدداً من المنظمات الفلسطينية التي تعمل في جنوب لبنان، وليس من المستبعد أن "تسعى إلى تصعيد الوضع في الشمال على خلفية الأحداث الجارية في قطاع غزة"، أي أن في نيتها خلق حالة طوارئ معقدة في إسرائيل، في الجنوب والشمال.