· انهارت حركة فتح في قطاع غزة. وتحول النزاع السياسي بين فتح وحماس إلى حرب بين الحمائل وبين الأخ وأخيه. وقد فتحت حسابات يستحيل إغلاقها. وتوشك حملات الثأر وتصفية الحسابات أن تؤدي بغزة إلى فوضى رهيبة، وأن يهدم الفلسطينيون مستقبلهم بأيديهم. وداخل هذه الفوضى ينشأ كيان "حماسْتان" الفلسطيني. وقد أصبح واضحاً أن الواقع الحماسيّ الجديد في غزة بلغ نقطة اللاعودة.
· إن إحدى النتائج الاستراتيجية لانتصار حماس في غزة هي نشوء منطقتين فلسطينيتين منفصلتين مع واقع مختلف وقيادة مغايرة. وهكذا يتحقق أمام بصر الفلسطينيين كابوس الفصل بين غزة والضفة، شيء ما من قبيل دولتين لشعب واحد.
· هذا الوضع ليس جيداً لإسرائيل، بل سيىء. وإذا كان الفراغ الذي نشأ في غزة بعد خطة الانفصال قد ملأته حماس فلأنه لم يكن هناك طرف يقف في مواجهتها وهي تعد العدة لاحتلال غزة. وقد أضاعت إسرائيل فرصة توجيه ضربة قوية إلى حماس في الشهر الماضي عقب سقوط صواريخ القسّام على سديروت.
النتيجة الجديدة الآن هي قيام سلطة حماس في غزة. وهي سلطة ليس في وسع إسرائيل التعاون معها، لكن ليس في وسعها تجاهل حاجاتها. يمكن أن يكون الحل الموقت للوضع الجديد هو دخول قوة تدخل دولية، عربية في الأساس.