لا خيار أمام دولة حماس في غزة سوى الاعتماد على مصر
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·      منذ أيلول/ سبتمبر 1948، أي في أواخر أيام حرب استقلال دولة إسرائيل (النكبة سنة 1948)، شجعت الحكومة المصرية مفتي القدس، الحاج أمين الحسيني، وساعدته على إقامة حكومة فلسطينية في قطاع غزة، هي "حكومة عموم فلسطين". وقد ترأسها أحمد حلمي باشا، الذي كان موالياً لحزب الحسينيين، خصوم النظام الهاشمي للملك عبد الله في شرق الأردن. وقد اتخذت الحكومة المصرية هذه الخطوة كي تفشل مساعي عبد الله لضم الضفة الغربية إلى مملكته.

·      عمقت الأعوام الـ 19، في الفترة ما بين 1948- 1967، والتي سيطر فيها الأردن على الضفة الغربية وسيطرت فيها مصر على قطاع غزة، الفجوات بين هاتين المنطقتين. وقد كان سكان غزة أكثر فقراً من سكان الضفة الغربية، وانتقل شباب غزة للدراسة في مصر حيث عقدوا صلات بحركة "الإخوان المسلمين".

·      تم توحيد جزأي فلسطين، الضفة والقطاع، بعد حرب حزيران/ يونيو 1967 وبقيا موحدين تحت الحكم الإسرائيلي طوال 26 عاماً تقريباً (1967- 1993). وعلى هذه الخلفية طرح خلال المفاوضات في شأن اتفاق أوسلو المطلب الفلسطيني بالحفاظ على التواصل الإقليمي بين الضفة وغزة. لكن عملياً أصبحت غزة والضفة كيانين منفصلين منذ اتفاق أوسلو. وأصبح العزل بينهما أكثر حدة بعد إحاطة القطاع بالسياجات الحدودية وبعد البدء ببناء الجدار الفاصل حول الضفة أيضاً.

ستضطر دولة حماس الآخذة في النشوء في غزة إلى الاعتماد على مصر. وليس هناك خيار آخر. والحكومة المصرية، مثلها مثل إسرائيل، لا ترغب في تحمل المسؤولية عن قطاع غزة، لكن من المشكوك فيه أن يكون في وسعها إعفاء نفسها من التدخل الواسع في كل ما يجري في المنطقة.