إمكان عزل غزة وإعادة أموال السلطة بعد فك التحالف مع "حماس"
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

في أعقاب حل الحكومة الفلسطينية من المتوقع أن تغير إسرائيل طريقة تعاملها مع السلطة الفلسطينية ومع حكومة الطوارئ التي ستنشأ. وتوقعت مصادر سياسية في القدس أن إسرائيل ستبدي مرونة في موضوع الإفراج عن أموال الضرائب المجمدة العائدة للسلطة. وقالت إن التحفظ الإسرائيلي عن تحويل الأموال نجم عن الشراكة مع حركة حماس.

وسيجتمع أولمرت بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يوم الأحد المقبل في نيويورك والرئيس جورج بوش يوم الثلاثاء في واشنطن، وسيتباحث معهما في الوضع في غزة. وقد تبلور لدى الإدارة الأميركية خلال الأيام الفائتة اتفاق على طريقة العمل المرغوب فيها بعد الأحداث التي شهدتها غزة في الأسبوع الجاري. وبحسب مصادر أميركية وإسرائيلية وفلسطينية اشتغلت بهذا الموضوع سيُعرض هذا التصور على أولمرت خلال الأسبوع المقبل، وبناءً عليه "يجب عزل غزة باعتبارها مشكلة منفصلة تتطلب معالجة خاصة من الأسرة الدولية".

إن موقف أولمرت شبيه بالموقف الأميركي، وهو ينوي اتباع سياسة تعتمد التمييز بين القطاع والضفة. وأفادت مصادر في القدس: "سيتم عزل قطاع غزة والتعامل معه باعتباره كياناً معادياً، لكن إسرائيل ستواصل التعامل مع رئيس السلطة محمود عباس والمعتدلين في الضفة، ويعتبر أولمرت ذلك مصلحة إسرائيلية".

ويكمن في أساس طريقة العمل الأميركية رغبة في "الحرص، من جهة، على عدم دخول السلاح، ومن جهة ثانية على عدم انتشار الجوع، ومن جهة ثالثة على أن يفهم السكان أن سيطرة حركة حماس أمر سيىء". وهناك مبدأ آخر في الخطة الأميركية هو "لجم أي محاولة لنقل المواجهة الداخلية الفلسطينية إلى الضفة". وسيعمل الأميركيون وفقاً لمبدأ آخر هو "تسريع الحوار الفلسطيني ـ الإسرائيلي كي يتمكن أبو مازن من تقديم إنجازات وتحسين الوضع المعيشي في الضفة". وسيُطلب من إسرائيل أن تدرس مجدداً قائمة "التسهيلات" المتعلقة بالضفة الغربية وحدها. كما أن الولايات المتحدة معنية بمواصلة دعم بناء قوات الحرس الرئاسي الفلسطيني وأن يتم تحويل الأموال إلى حكومة الطوارئ التابعة للسلطة. وعلى الرغم من أن الأميركيين شعروا بخيبة أمل جراء سرعة "احتلال" قوات حماس قطاع غزة، إلا أنهم استنتجوا أن غزة حالة خاصة يمكن "احتواؤها". وفي محادثات أجرتها جهات أميركية مع مسؤولين كبار في الضفة خلال الأيام القليلة الماضية تكوّن لديها انطـبـاع بأن بعض هـؤلاء المسؤولين مسـتعد "للتنـازل" مرحليـاً عـن الصراع في القطـاع و "تحويله من مشكلة خاصة بنا إلى مشكلة خاصة بحماس".

وقال مصدر سياسي في القدس (هآرتس، 14/6/2007) أن أولمرت سيقول للرئيس بوش إنه يجب "الحرص على فصل" الضفة الغربية عن قطاع غزة. وعلى حد قول المصدر، فإن المؤسسة العسكرية، بعد سيطرة حماس على قطاع غزة، توصي بـ "سياسة تعتمد التمييز" بين المنطقتين، "ومن المهم الحرص على عدم تكرار ما جرى في غزة خلال هذا الأسبوع في الضفة أيضاً". وسيعرض أولمرت خلال محادثاته مع بوش والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إمكان نشر قوة دولية في قطاع غزة. غير أنه لم يتبلور بعد في إسرائيل قرار بشأن القوة الدولية، وسيناقش المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية هذا الأمر بعد عودة رئيس الحكومة من الولايات المتحدة.