هوية رئيس لبنان وتفعيل محكمة الحريري والحرب على فتح الإسلام رسائل متعددة لعملية التفجير
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      عندما يتهم سعد الحريري "مصادر خارجية" بتنفيذ العملية التفجيرية في بيروت فإنه يقصد عنواناً واحداً، هو سورية. والأوضاع، لا الوقائع، هي التي تدعم هذا الاشتباه. أول من أمس بدأ سريان مفعول القرار بتفعيل المحكمة الدولية لمقاضاة المسؤولين عن اغتيال والد سعد، رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، وهو القرار الذي اعتبر علناً مناهضاً لسورية. كما بدأت المداولات بشأن انتخاب رئيس جديد للبنان، ومن المتوقع أن يتم ذلك في شهر أيلول/ سبتمبر المقبل. ومن شأن هذا الانتخاب أن يطيح موقعاً سياسياً مهماً لسورية في لبنان.

·      في هذه الأوضاع فإن الخوف المسيطر على لبنان هو أن يكون هذا الانفجار بداية لموجة جديدة من العمليات التفجيرية التي تستهدف تقويض قدرة الحكومة اللبنانية على أداء مهماتها، بعد أن أثبتت تصميمها على ذلك في حربها ضد منظمة "فتح الإسلام" الإرهابية في مخيم نهر البارد.

·      على هذه الخلفية تبدو عملية أمس أشبه بعملية متوقعة سلفاً. وهدفها التظاهر بقدرة تلك "المصادر الخارجية" على الزج بلبنان في دوامة انعدام الأمن والمساس باقتصاده.

·      عملية أمس تثبت أن هناك حضوراً استخبارياً سورياً قوياً، أو على الأقل أن هناك تعاوناً وطيداً بين عناصر لبنانية وسورية. لكن من غير الواضح بعد كيف ستؤثر هذه العملية في مداولات تجديد حياة حكومة الوحدة الوطنية في لبنان. وينتظر أن تعقد هذا الشهر في باريس محادثات وساطة بين حزب الله ومندوبي الحكومة اللبنانية، بينما يتم العمل من وراء ذلك على التوصل إلى صفقة سعودية - إيرانية لإحراز حل وسط، على الرغم من معارضة سورية.