· يبدو أن الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم الخميس الفائت نجح في توحيد صفوف حزب الليكود، وأدى إلى تنافس الوزراء وأعضاء الكنيست من هذا الحزب فيما بينهم على مَن في إمكانه أن يعرب أكثر عن دعمه لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. ومن المعروف أن نتنياهو لم يحظ بهذا الدعم في صفوف حزبه إلاّ في أول أسبوع بعد الانتخابات الإسرائيلية العامة [التي أجريت في شباط/ فبراير 2009].
· مع ذلك، من الخطأ الاعتقاد أن هذا الدعم الكبير من حزب الليكود لنتنياهو أسفر عن تراجع أوباما عن عبارة "حدود 1967" التي أثارت الغضب العارم في صفوف هذا الحزب، بل على العكس، فالرئيس الأميركي لم يعتذر ولم يحاول أن يرضي أحداً في الخطاب الذي ألقاه أمس (الأحد) في مؤتمر منظمة إيباك، وإنما خاطب مباشرة الرأي العام في إسرائيل، ومع يهود الولايات المتحدة، ومؤيدي إسرائيل كافة، وأيضاً وسائل الإعلام الأميركية والإسرائيلية، مفسراً ما الذي يقصده بالضبط من وراء موقفه إزاء حدود 1967، لا ما الذي يدّعيه غيره في هذا الشأن.
· إن دل هذا على شيء فإنه يدل على أن نتنياهو تسرّع في تفسير خطاب أوباما وكانت ردة فعله تجاهه مبالغاً فيها، بل هستيرية، كما يدل على أن أوباما هو حليف حقيقي لإسرائيل وملتزم بجميع التعهدات المتعلقة بسلامتها وأمنها.