يجب حل مشكلة اللاجئين بأقل قدر من العنف
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       يوم الأحد 15 أيار/ مايو 2011 بدأت حرب التحرير الفلسطينية، وتشكل التظاهرات التي قام بها اللاجئون في لبنان والجولان وقطاع غزة من أجل تحقيق "حق العودة" مرحلة جديدة في الصراع الفلسطيني ضد إسرائيل.

·       طوال 15 عاماً أجرت إسرائيل مفاوضات مع قيادة منظمة التحريرالفلسطينية والسلطة الفلسطينية على أمل التوصل إلى اتفاق يقوم على مبدأ تقسيم أرض إسرائيل و نشوء دولتين جنباً إلى جنب. وكان الافتراض أن المفاوضات والحل سيؤديان إلى حل المشكلات التي نشأت نتيجة حرب الأيام الستة، من دون التطرق إلى مسألة حرب 1948 التي هي أساس مشكلة اللاجئين الفلسطينيين وأساس مطالبتهم بالعودة إلى أراض تابعة لإسرائيل.

·       لقد أدى الجمود في المفاوضات خلال العامين الماضيين، وأجواء الثورة في الدول المجاورة إلى حدوث مصالحة بين "حماس" والسلطة الفلسطينية، وقد أعادا من جديد طرح قضية حرب 1948 التي لا يمكن مناقشتها أو إيجاد حل لها من دون التطرق إلى مشكلة اللاجئين.

·       تتألف الاستراتيجيا الفلسطينية في المعركة الدائرة حالياً من ثلاثة عناصر تجري في آن معاً: أ- قيام الآلاف وعشرات الآلاف من الفلسطينيين بتحركات سلمية وتظاهرات من أجل تحقيق عودتهم إلى الأراضي التي احتلتها إسرائيل، سواء في حزيران/ يونيو 1967(القدس والضفة الغربية وقطاع غزة)، أم تلك الواقعة داخل إسرائيل؛ ب- التغطية الإعلامية المكثفة والمباشرة لهذه التحركات؛ ج- أن يشكل هذا التحرك مساهمة مباشرة في الحملة الهادفة إلى نزع الشرعية عن إسرائيل.

·       إن التحدي المطروح أمام إسرائيل اليوم هو على مستويين: المستوى الإعلامي، والمستوى السياسي. وكلما خففنا من استخدام القوة ومن المواجهات الجسدية مع المتظاهرين، كلما ازدادت فرصنا في النجاح. وعلى حكومة إسرائيل ألاّ تطلب من الجيش الإسرائيلي البحث عن رد على ما يجري، فقيادة الأركان العامة للجيش قادرة فقط على طرح حلول تستند إلى القوة، الأمر الذي سيخدم الطرف الفلسطيني. يجب العودة إلى التفاوض مع القيادة الفلسطينية الحالية، كما يجب البحث معها في إيجاد حلول لما نتج عن حرب 1967.

·       لكن المشكلة هي أن الوقت يوشك أن ينفذ، ولا نعرف متى ستجري التظاهرة المقبلة. ربما تحدث في أي يوم، وقد تخرج من المسجد الأقصى بعد صلاة يوم الجمعة، أو بعد جنازة فلسطيني قُتل بنيران القوات الإسرائيلية،  فيتوجه الجمهور الغاضب نحو أراضي إسرائيل.