من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
رحّب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بمضمون الخطاب الذي ألقاه رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما مساء أمس (الأحد) في مؤتمر منظمة اللوبي اليهودي الأميركي المؤيدة لإسرائيل (إيباك)، وذلك على الرغم من تكرار أوباما المقولة التي وردت في خطابه يوم الخميس الفائت، وفحواها أن الأساس الذي يجب أن تستند إليه المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين هو حدود 1967 مع تبادل أراض يتم الاتفاق عليها بين الجانبين، والتي جعلت لقاء القمة الذي عقد بينهما في البيت الأبيض يوم الجمعة الفائت متوتراً للغاية.
وقال نتنياهو في بيان خاص أنه "يقدّر ما أوضحه الرئيس أوباما في مؤتمر إيباك"، مؤكداً أنه "سيكون شريكاً لرغبة الرئيس الأميركي في دفع السلام قدماً"، وأنه "مصمم على العمل معه على إيجاد الطرق الكفيلة باستئناف المفاوضات من أجل التوصل إلى السلام الذي يعتبر ضرورياً وحيوياً لنا جميعاً".
وعقبت رئيسة المعارضة عضو الكنيست تسيبي ليفني [رئيسة كاديما] على خطاب أوباما في مؤتمر منظمة إيباك، مؤكدة أن ما جاء فيه يعكس سياسة أميركية قديمة، وأن على إسرائيل أن تسعى للحفاظ على علاقاتها الخاصة مع الولايات المتحدة من منطلق الإدراك أن مصالح الدولتين مشتركة، وأن هذه العلاقات مهمة للغاية بالنسبة إلى دولة إسرائيل وأمنها وقوة ردعها، وكذلك لمنع أي خطوات أحادية الجانب في الأمم المتحدة.
وأصدرت منظمة إيباك بياناً خاصاً عقب خطاب أوباما في مؤتمرها أكدت فيه أن الرئيس الأميركي أثبت مرة أخرى أهمية العلاقات الخاصة بين إسرائيل والولايات المتحدة، وجوهر القيم المشتركة للشعبين الأميركي واليهودي.
وشدد البيان على أن منظمة إيباك "تقدّر على نحو خاص إعلان أوباما أنه لا يتوقع من إسرائيل أن تنسحب إلى خطوط الحدود التي كانت قائمة بينها وبين الأردن قبل حرب الأيام الستة في حزيران/ يونيو 1967، كما تقدّر إدانته حركة ‹حماس› باعتبارها حركة إرهابية، وإقراره بوجوب عدم التوقع من إسرائيل أن تجري مفاوضات مع هذه الحركة التي تنفي حقها في الوجود، وتأكيده مرة أخرى التزام الولايات المتحدة بمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية".
وكان الرئيس الأميركي أكد في سياق خطابه أمام مؤتمر منظمة إيباك أن موقفه من مسألة حدود 1967 [كما ورد في الخطاب الذي ألقاه يوم الخميس الفائت وتطرق فيه إلى الأوضاع الحالية في الشرق الأوسط والنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني] قد فُهم خطأً، موضحاً أن على الجانبين [الإسرائيلي والفلسطيني] إجراء مفاوضات بشأن الحدود الدائمة التي لا بد من أن تكون مغايرة للحدود التي كانت قائمة حتى 4 حزيران/ يونيو 1967، مع الأخذ في الاعتبار التغيرات التي طرأت على مدار الأعوام الـ 44 الفائتة، ولا سيما على مستوى الواقع الديموغرافي، مشدداً على أن الهدف النهائي لهذه المفاوضات يجب أن يكون إقامة دولتين لشعبين: إسرائيل باعتبارها دولة قومية للشعب اليهودي، والدولة الفلسطينية باعتبارها دولة قومية للشعب الفلسطيني.
وأضاف أوباما أن اقتراحه بشأن حدود 1967 لا ينطوي على أي موقف جديد، لأنه طُرح من طرف إدارات أميركية أخرى في السابق.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" (23/5/2011) أن عضو الكنيست يتسحاق هيرتسوغ (العمل) قال إن الرئيس أوباما منح نتنياهو فرصة ذهبية لا يجوز إهدارها، في حين رأت عضو الكنيست تسيبي حوتوبيلي (ليكود) أنه لا يجوز أن نُخدع بكلمات أوباما، مشيرة إلى أن حاجة الولايات المتحدة إلى إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط لا تقل عن حاجة إسرائيل إليها. أمّا رئيس "مجلس مستوطنات يهودا والسامرة" [الضفة الغربية] داني دايان فحذّر من أن إقامة دولة فلسطينية ستؤدي إلى "وجود تواصل جغرافي إسلامي من أفغانستان حتى كفار سابا [وسط إسرائيل]".
وقالت صحيفة "معاريف" (23/5/2011) إن رئيس الحكومة نتنياهو وقادة منظمة إيباك مارسا منذ يوم الجمعة الفائت ضغوطاً كبيرة على الرئيس أوباما، الأمر الذي اضطره إلى أن يفسر في خطابه أمس (الأحد) أمام مؤتمر المنظمة أنه لم يقصد أن يلحق أضراراً بأمن إسرائيل في الخطاب الذي ألقاه يوم الخميس الفائت.
وأكدت الصحيفة أن المسؤولين في ديوان رئيس الحكومة يعتقدون الآن أن نتنياهو حقق إنجازاً كبيراً في زيارته الحالية لواشنطن يتمثل في تأييد الولايات المتحدة لموقفه الداعي إلى عدم الانسحاب إلى حدود 1967.