رسالة إلى الرئيس الأميركي: لن نعود أبداً إلى حدود 1967
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

·       إلى الرئيس الأميركي المحترم: ثمة من قال في إسرائيل إن حدود 1967 تذكرنا بأوشفيتس [معسكر الإبادة النازية]، وهذا الكلام ليس لأعضاء كنيست من الليكود أو من اليمين، ولا جاء على لسان شخص عنصري أو متطرف، وإنما قاله أبا إيبان، أكثر وزراء خارجية إسرائيل اعتدالاً، وإحدى أهم الشخصيات اليسارية البارزة في حزب العمل.

·       وتنطوي هذه المقارنة على وجهة نظر أوسع من ذلك بكثير، إذ إن الدفاع عن أي مدينة في إسرائيل انطلاقاً من حدود 1967 هو أمر في غاية الصعوبة. فمن الصعب الدفاع عن نتانيا التي تبعد 14 كيلومتراً عن هذه الحدود، وعن بئر السبع الواقعة على بعد 16 كيلومتراً، وعن حيفا الموجودة على مسافة 30 كيلومتراً، وطبعاً لن نستطيع الدفاع عن مطار بن - غوريون الذي يبعد ستة كيلومترات عن حدود 1967، كذلك مَن سيجرؤ على السفر من مطار يقع في مرمى صواريخ "حماس"؟ ليس هناك في إسرائيل مَن يقبل العودة إلى الوضع الذي كان قائماً عشية حرب الأيام الستة (حرب 1967).

·       هذا من دون أن نتطرق إلى الحقوق التاريخية التي يملكها شعب واحد في العالم على هذه القطعة من الأرض. إن يهودا والسامرة [الضفة الغربية] هي مهد الشعب اليهودي، ويا سيدي الرئيس، هناك 300,000 إسرائيلي اختاروا العيش وراء الخط الأخضر.

·       لقد وضع مناحم بيغن سياسة تبنتها أغلبية الحكومات الإسرائيلية تقول إن "الخط الأخضر تحطم وسقط، ولن يعود أبداً". ربما لم تسمع، سيدي الرئيس، بوجهة نظر بيغن، لكن هناك رؤساء أميركيين تعرفهم بالتأكيد مثل كلينتون وبوش وريغان دعموا حق إسرائيل في الاحتفاظ "بحدود يمكن الدفاع عنها"، وتشكل ضمانة لأمنها على الجبهات كافة. فعندما قررت السلطة الفلسطينية الاتفاق مع "حماس"، بات لمسألة الحدود أهمية فائقة.

·       ثمة من انتقد الكلام الذي قاله رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في نهاية لقائه الرئيس أوباما بشأن رفض إسرائيل العودة إلى حدود 1967. يبدو أن هؤلاء لا يدركون معنى الزعامة التي من واجبها الدفاع عن المصالح الوطنية في الأوقات الصعبة. لقد سبق أن مررنا بخلافات مع البيت الأبيض، ودفعنا ثمناً غالياً. إذا ما أظهرنا قوة وتصميماً ووحدة وطنية نستطيع أن نجتاز أيلول/ سبتمبر 2011 بصورة أفضل بكثير مما يتحدث عنه المتشائمون.

·       وفي النهاية، فإن الرئيس الأميركي شدد في كل الخطابات التي ألقاها الأسبوع الماضي على أن النزاعات تحل بالمفاوضات لا بالخطوات الأحادية الجانب.