· من الصعب علينا كإسرائيليين أن نفهم أوباما، ولا سيما أننا نحاول أن نفسر كلامه في ضوء حقائق من الماضي، مثل: هل أوباما جيد أم سيىء بالنسبة إلى اليهود؟ هل هو إيجابي أم سلبي تجاه العرب؟ هذا هو السبب الذي جعلنا، في ردنا عليه، لا نفهم ما الذي قصده في خطابه الأخير. فأوباما لم يقصد تعريض إسرائيل للخطر عندما تحدث عن حدود 1967، كما لم يقصد إلحاق الضرر بالفلسطينيين عندما عارض إعلان دولة فلسطينية مستقلة في الأمم المتحدة، وهو يدرك أنه قد يخطىء بكل ما يتعلق بالتفصيلات الدقيقة للاتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأيضاً اعترف أن مطالبته بوقف الاستيطان لم تجد نفعاً، إلاّ إن هذا ليس هو الأساس. فعندما يصر أوباما على شعار الدولتين ضمن حدود 1967مع - تبادل أراض - فإنه يعلن أن الوقت حان كي نغير طريقة تعاملنا مع الموضوع، وأن علينا أن نعمل معاً انطلاقاً من المبدأ الذي وضعه.
· إن تكتيك أوباما من أجل إحلال السلام هو موضع خلاف. وعلى نتنياهو - كذلك على كل رئيس حكومة - المحافظة قدر المستطاع على الإنجازات الأمنية التاريخية لإسرائيل، ومنع تطبيق حق العودة، لكن من الخطأ الدخول في مواجهة مع أوباما ورفض وجهة نظره بشأن تحقيق السلام. ففي النهاية، أوضح مؤسس دولة إسرائيل دافيد بن - غوريون أن التصالح مع العرب هو أملنا الوحيد في المنطقة. ومن أجل التوصل إلى السلام، مطلوب من الرئيس الأميركي أن يبسط رعايته على الأطراف كافة، إلاّ إن كلينتون وبوش لم ينجحا في تحقيق ذلك، وليس مؤكداً أن نحظى برئيس مثل أوباما في وقت قريب. من هنا فإن ولاية أوباما هي فرصة بالنسبة إلينا وليست مشكلة.