منذ أن تخطى سعر برميل النفط الخام عتبة المئة دولار أميركي، أصبح استخراج الكيروجين من الصخور الرسوبية الزيتية oil shales (قيمتها الحرارية 1500 كيلو كالوري لكل كيلوغرام) الموجودة على عمق يزيد على 300 متر تحت الأرض عملاً مجدياً. إذ تتراوح تكاليف استخراج برميل نفط واحد من هذه الصخور بين 35 و40 دولاراً أميركياً.
وهذا ما تقوم به حالياً شركات مختصة في الولايات المتحدة الأميركية وكندا. وقد أنشأت إحدى هذه الشركات الأميركية (IDT Corp) شركة تابعة لها في إسرائيل سمّتها Israel Energy Initiatives Ltd (IEI) ، وينحصر حقها في التنقيب في حقل "شْفيلاه" الواقع جنوب غرب القدس. كذلك جلبت الشركة الأميركية الأم IDT تمويلاً من المستثمر جيكوب روتشيلد ومن عملاق الإعلام روبرت موردوخ اللذين يملكان سوياً ما نسبته 5,5٪ من الشركة، أي ما قيمته 11 مليون دولار أميركي. وهناك أيضاً شركة أخرى تعمل في إسرائيل في هذا المجال، وهي ICL-Israel Chemicals Ltd التابعة لمجموعة عوفر، والتي واجهت مؤخراً مشكلات تقنية في استخراج النفط من الصخور الزيتية في منطقة تقع جنوبي صحراء النقب، كما واجهت معارضة شديدة من منظمات بيئية، الأمر الذي قد يضطرها إلى إغلاق منجمها.
وكان المسح الجيولوجي الأميركي لسنة 2005 أظهر أن هناك احتياطياً يقدر بنحو 250 بليون برميل من النفط داخل الصخور الرسوبية الزيتية oil shales على امتداد مساحة فلسطين التاريخية، أي ما يقارب احتياطي العربية السعودية من النفط المقدر بنحو 260 بليون برميل من النفط الخام. وبحسب المسح الجيولوجي الأميركي، فإن احتياطي إسرائيل من الصخور الزيتية هو الثاني في العالم من حيث الأهمية، إذا استثنينا احتياطي الولايات المتحدة الأميركية الضخم.
إلاّ إن عملية الاستخراج على نطاق تجاري تتطلّب استثمارات عملاقة تناهز البليون دولار أميركي، وتستغرق فترة زمنية طويلة (قرابة العقد). لكن العالم الرئيسي في شركة IEI الدكتور هارولد فينيغِر متفائل بإمكان تقليص هذه الفترة بفضل التقنيات الجديدة التي جلبها معه من شركة رويال داتش شيل، إذ أعلن في مقابلة مع ستوارت بارني على شاشة فوكس بيزنس في 13 نيسان/مايو الماضي عن استخراج تجريبي pilot ستقوم به شركة IEI بعد 18 شهراً، وبتمويل ذاتي. وقد أوضح فينيغِر أن الاستخراج والتسويق على نطاق تجاري، والذي يتطلب ضخ مبالغ كبيرة تناهز البليون دولار أميركي، يحتاج إلى شركاء كبار، مضيفاً أن أهم سوق للنفط المستخرج من الصخور الزيتية ستكون "السوق العسكرية وقطاع الطيران".
هل تكون الصخور النفطية أهم مصدر للطاقة بعد الغاز في أواخر هذا العقد في إسرائيل؟
تاريخ المقال
المصدر
يديعوت أحرونوت
–
الموقع الإلكتروني