من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· يتفق الجميع تقريباً على ضرورة وقف البرنامج النووي الإيراني. صحيح أنه من الأفضل أن يتم ذلك بواسطة العقوبات الاقتصادية، لكن في حال عدم نجاحها في تحقيق النتائج المرجوّة، يجب استخدام الوسائل العسكرية. وهنا يطرح السؤال: إذا تطلب الأمر عملية عسكرية، فمن الذي سيقوم بها؟ الولايات المتحدة أم إسرائيل؟ يفضل الإسرائيليون أن تقوم الولايات المتحدة وحدها بالعملية العسكرية. لكن ماذا سيجري لو تأخرت الولايات المتحدة في اتخاذ القرار؟ هل سيكون على إسرائيل التحرك وحدها من دون موافقة الولايات المتحدة، أم أن عليها انتظار موافقة واشنطن؟ وهل يتعين عليها أن تترك القرار بين يدي الولايات المتحدة انطلاقاً من الاقتناع بأنها ستقوم بالعملية المطلوبة في الوقت الملائم؟
· من الأمور المثيرة للدهشة، وجود إجماع وسط المؤيدين لأي من الاحتمالين بأن السكان المدنيين في إسرائيل سيتعرضون إلى هجوم بعشرات الآلاف من الصواريخ التي سيطلقها عليهم الإيرانيون وحزب الله رداً على أي عملية عسكرية. ومن المتوقع أن يحدث ذلك بغض النظر عن الطرف الذي سينفذ الهجوم، سواء أكانت الولايات المتحدة ام إسرائيل، وسواء جرى الهجوم بموافقة الولايات المتحدة أو من دونها. وليس هناك شك فيما يتعلق بالرد الذي سيقوم به حزب الله بطلب من طهران، وتستعد قيادة الجبهة الخلفية في إسرائيل لمواجهة مثل هذا السيناريو.
· حتى الآن، ليس من الواضح حجم الخسائر التي ستتكبدها إسرائيل في الأرواح وفي الممتلكات. فقد تحدث وزير الدفاع عن 500 قتيل مدني في الهجوم، لكن من الصعب التوصل إلى تقديرات دقيقة. نستطيع طرح بعض التقديرات بالاستناد إلى ما جرى في حرب الخليج الأولى[1991] حين أطلق العراق 39 صاروخاً على إسرائيل، الأمر الذي تسبب بمقتل شخص واحد. فإذا أخذنا هذا في حساباتنا فمعنى ذلك أن إطلاق 30 ألف صاروخ على إسرائيل قد يؤدي إلى مقتل 1000 شخص. فإذا أخذنا في الاعتبار دور القبة الحديدية [المنظومة الدفاعية لاعتراض الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى]، وصواريخ حيتس [الاعتراضية للصواريخ البعيدة المدى]، بالإضافة إلى التحضيرات التي تقوم بها قيادة الجبهة الخلفية، فمن المحتمل أن يصل عدد القتلى إلى 400 قتيل.
· لا شك في أن صواريخ حزب الله تشكل خط الدفاع الأول للمشروع النووي الإيراني. وبالتالي، أليس من المنطقي مهاجمة هذا الخط الدفاعي الأول قبل أي شيء آخر؟ وهل من الممكن الاستمرار في قبول وجود هذا الخط؟
· وسواء كانت الولايات المتحدة هي التي ستقوم بالهجوم العسكري ضد إيران، أو أن إسرائيل هي التي ستفعل ذلك بموافقة أميركية أو من دون هذه الموافقة، فإنه يتعين على إسرائيل أن تعالج أولاً صواريخ حزب الله في لبنان، إذ ليس هناك من يستطيع أن يقوم بذلك نيابة عنا. صحيح أنه من الأفضل الحصول على تأييد الولايات المتحدة لهذه المهمة، لكن هذه الموافقة ليست ضرورية. ومن الأفضل أن نقوم بهذه المهمة من دون عملية عسكرية.
· من المعلوم أن ترسانة حزب الله الصاروخية تشكل موضوعاً تهتم به أغلبية اللبنانيين مثلما هي موضع اهتمام إسرائيل. كما تجدر الاشارة إلى أن حزب الله تنظيم إرهابي يدعم بشار الأسد في سورية، وهو ليس على علاقة صداقة مع أحد باستثناء إيران. من هنا يمكننا البدء بحملة عامة ضده لحمله على تفكيك ترسانته الصاروخية، كما يمكننا الضغط عليه، فإذا لم ينفع هذا كله، فإن خيار العملية العسكرية يبقى مطروحاً. صحيح أنه بحاجة إلى تحضيرات، لكنه ممكن.