· لا بُد من القول إن الرئيس الأميركي باراك أوباما يحاول بكل ما أوتي من قوة أن يحول دون شن هجوم عسكري إسرائيلي على إيران قبل انتخابات الرئاسة الأميركية [في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل] لا كي يعزّز حظوظه بالفوز في هذه الانتخابات، وإنما لأنه يخشى من قيام إيران بشن هجوم مضاد على أهداف للولايات المتحدة والدول العربية الحليفة معها، ومن ارتفاع أسعار النفط في العالم، ومن إمكان تورط إسرائيل سياسياً وعسكرياً.
· وثمة أسباب أخرى تجعل الرئيس الأميركي يحاول منع هذا الهجوم، في مقدمها أن هجوماً كهذا بحاجة إلى شرعية دولية، وهذه الشرعية لا يمكن الحصول عليها إلا في حال استنفاد جميع الوسائل الدبلوماسية الرامية إلى كبح البرنامج النووي الإيراني. وعلى ما يبدو فإن أوباما يعتقد أن هذه الوسائل لم تستنفد بعد، وذلك خلافاً للمسؤولين في إسرائيل الذين يعتقدون أنها استنفدت.
· في الوقت نفسه لا بُد من القول إن الولايات المتحدة ترى أن الخطر الذي يهدّد مكانتها في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم أجمع جراء البرنامج النووي الإيراني أكبر كثيراً من الخطر الذي يهددها جراء تحوّل دول أخرى مثل كوريا الشمالية إلى قوى نووية. ولذا يمكن التقدير بأن الولايات المتحدة ستجازف بشن حرب على إيران لمنعها من أن تتحوّل إلى دولة نووية، لكن فقط بعد استنفاد جميع الوسائل الدبلوماسية في هذا الشأن.
ولا شك في أن الاحتكاك بين إسرائيل والولايات المتحدة فيما يتعلق بالموضوع الإيراني قد ألحق أضراراً كبيرة بالجهود المبذولة من أجل كبح البرنامج النووي الإيراني، وبالعلاقات الخاصة بين الدولتين. وبناء على ذلك هناك حاجة ماسة الآن لإعادة ترميم هذه العلاقات، ولتعزيز الثقة المتبادلة والتنسيق الأمني- السياسي بين الجانبين