تعاون إيران وأميركا ضد الإرهاب قد يجر تنازلات في "النووي" ولبنان وتفاوض سورية وإسرائيل
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·      مشاركة الولايات المتحدة مع إيران وسورية في المؤتمر الدولي لوقف العنف في العراق توجد احتمالاً لانعطاف سياسي. وتحقيق هذا الانعطاف يتوقف على ما ستفعله طهران ودمشق خلال الأشهر القريبة المقبلة في العراق وفي مناطق المواجهة الأخرى، وعلى الضغط الذي سيمارسه بعض العناصر داخل الإدارة الأميركية والكونغرس للبدء بحوار مباشر وشامل مع هاتين الدولتين.

·      ثمة في السياسة الأميركية تمييز واضح بين الأطر المختلفة للقاءات وبين المفاوضات المباشرة مع دول معادية، بما في ذلك إيران وكوريا الشمالية. وإدارة بوش لم ترفض اللقاءات والمفاوضات مع هذه الدول ضمن الأطر الدولية. غير أن بوش وضع شرطاً مسبقاً للمفاوضات المباشرة مع إيران، وهو إيقاف تخصيب اليورانيوم. وحتى الآن رفضت إيران هذا الشرط. ومؤتمر العراق تجاوب مع الشروط الأميركية للتباحث مع الدول المعادية. ولم يكن في وسع الولايات المتحدة أن تقاطع هذا المؤتمر.

·      على المدى البعيد ثمة تناقض جوهري بين مصالح الولايات المتحدة وإيران في العراق والشرق الأوسط. فالولايات المتحدة معنية بتثبيت نظام حكم موال للغرب في العراق، يشكل نموذجاً للديمقراطية يحتذى في كل المنطقة، في حين أن إيران ترغب في السيطرة على العراق وإقامة حكم إسلامي شيعي فيه. مقابل ذلك ثمة مصالح مشتركة على المدى المباشر للولايات المتحدة وإيران في العراق، وهذه المصالح هي تخفيف العنف واستقرار النظام.

·      من ناحية الولايات المتحدة حان الآن وقت اختبار سلوك إيران وسورية. والتعاون في العراق الذي يؤدي إلى تقليل الإرهاب يمكن أن يسفر عن انعطاف بارز في سياسة بوش، بما في ذلك مفاوضات مباشرة وتنازلات في موضوعات مثل البرنامج النووي الإيراني ومكانة سورية في لبنان ومفاوضات بين إسرائيل وسورية والفلسطينيين.

·      إذا نجح إطار المؤتمر الدولي في العراق فستطالب إسرائيل بالمشاركة في مؤتمر مماثل بشأن الصراع العربي- الإسرائيلي. وإذا وجدت الولايات المتحدة فائدة في المفاوضات مع إيران وسورية، فستطالب إسرائيل بإجراء مفاوضات مع سورية وحماس وحزب الله.