منظر الأميركيين إلى جانب الإيرانيين والسوريين في مؤتمر بغداد غيّر وجهات كثيرين
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      سيكون من المثير الاطلاع على البرامج السياسية التي ستخوض الأحزاب الانتخابات المقبلة بناءً عليها، وهل ستعدّل وجهات نظرها بما يتلاءم والواقع. إن مؤتمر بغداد بشأن مستقبل العراق، الذي جلس فيه الأميركيون مع الإيرانيين والسوريين، للمرة الأولى منذ سنتين، يغيّر الواقع الذي ينقسم فيه العالم بين أشرار وأخيار يفصل بينهما سور حديدي.

·      من الصعب أن نصدّق. لكن بنيامين نتنياهو أيضاً يتكلم بإيجابية عن المبادرة السعودية، رغم تحفظه من تفصيلاتها. وبتأخير كبير، قد يتبين أنه تأخير حرج، يفهم حزب اليمين الأهم في إسرائيل (الليكود) أن المستوطنات لا تحمي الدولة في مواجهة عالم عربي معاد، وليس في وسع الجيش الإسرائيلي أن يقدم الخلاص دائماً في عالم تعبر فيه صواريخ من جميع الأصناف جميع الحدود. ولذا عندما يقول نتنياهو إن إسرائيل لا تفعل ما يكفي لصد التهديد الإيراني فإن مقولته تبدو جوفاء.

·      يجب على إسرائيل أن تدفع إلى الأمام الجهود الدبلوماسية في أي حلبة ممكنة، وأن تحاول تخفيف الكراهية التي يثيرها الاحتلال، والتي تستقطب جبهة هائلة ضدنا، من خلال إنهاء الاحتلال. والأحاديث عن "خطة كبرى لتقويض النظام الإيراني" هي أحاديث جنونية ولا تأخذ في حسبانها الفشل في العراق الذي استند إلى فرضية مماثلة.

·      الخروج الأميركي من العراق الآخذ في الاقتراب يملي جدول أعمال عالمياً. وعلى إسرائيل أن تفكر في اليوم التالي، وألا تتكئ على مفاهيم قديمة جامدة. محور الشرّ الذي رسمه الأميركيون آخذ في الاختفاء، والولايات المتحدة مستعدة الآن لممارسة الدبلوماسية في المكان الذي كانت تعتقد أنه لا ينفع فيه إلا القوة. وكان يجوز لنا أن نتوقع تواضعاً مماثلاً في إسرائيل عقب الفشل في لبنان، الذي كاد ينتهي بسقوط حكومة فؤاد السنيورة وتعزيز قوة حزب الله. وكان يجوز لنا أن نتوقع ألا تتمسك إسرائيل برفض التحادث مع سورية عندما بدا أن الأميركيين لن يثابروا على هذه السياسة إلى الأبد.

·      من الجائز أيضاً أن تصبح حكومة الوحدة الفلسطينية عنواناً مطلوباً، إذا أخذنا في الحسبان البدائل المعروضة أمامنا. يجب أن نشجع الدبلوماسية في أي مكان يمكنها فيه أن تحلّ محلّ القوة.