متى سيستيقظ العالم ويعرف حقيقة الموقف الإيراني من السلاح النووي؟
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

 

  • لم يكن من السهل عليّ كيهودي وإسرائيلي قراءة افتتاحية صحيفة "نيويورك تايمز" بالأمس حين وصفت خطاب بنيامين نتنياهو "بالعدائي" وقدمته بطريقة مثيرة للجدل، ولا سيما أن ما تكتبه هذه الصحيفة العريقة يحدث أصداء واسعة.
  • بيد أن المشكلة مع "نيويورك تايمز" أنها ترفض التعلم من الدروس التاريخية للآخرين، كما ترفض التعلم من دروسها هي نفسها من الماضي القريب. وأفضل مثال كي نفهم ذلك هو ما حدث مع كوريا الشمالية، فقد كتبت الصحيفة بعد الاتفاق مع ذاك البلد أنه دليل على "نجاح الدبلوماسية". واليوم على الصحيفة أن تسأل نفسها هل سيكون نجاح هذه الدبلوماسية مع دول ذات إيديولوجيا تشكل خطراً كبيراً على العالم شبيهاً بـ"نجاحها" مع كوريا الشمالية [أي هل لن تفشل كما فشلت في حالة كوريا الشمالية]؟
  • لا يمكننا أن ننكر أن مقال الصحيفة اشتمل إلى جانب الانتقادات على العبارة التالية "ثمة أسباب مشروعة تدعو نتنياهو لأن يكون حذراً حيال الاقتراحات الإيرانية"، مما يعني أن ضمن النقد هناك اعتراف بشرعية الدفاع عن النفس. هذا ما يمكن أن نفهمه مما بين أسطر المقال.
  • إن ما يثير القلق أكثر من أي شيء آخر أن هذا المقال يعكس موقف الغرب المرهق الذي لا يرغب في مواجهة التحديات السياسية والعسكرية التي تعترضه. فهذا العالم ليس مستعداً للتعلم من درس ميونيخ سنة 1938، ولا من درس كوريا الشمالية سنة 2005. فقط في آذار/مارس الماضي هدد نظام الشر في كوريا الشمالية بشن هجوم نووي على الولايات المتحدة على خلفية التعاون العسكري الأميركي مع كوريا الجنوبية. وما تجدر الإشارة إليه أن الأميركيين قدموا الغذاء والمساعدة لشعب كوريا الشمالية الذي يعاني، وفي المقابل بعد مرور بضعة أعوام هدد النظام في كوريا الشمالية بالقضاء على الذين ساعدوه.
  • لقد تضمن خطاب نتنياهو حقائق واقعية لا يمكن الاعتراض عليها، حقائق يسمعها الغرب لكنه لا يريد الأخذ بها. وفي الواقع، فإن سلوك زعماء الغرب ينطوي على تناقض يتعين عليهم مواجهته: فمن جهة كشف نتنياهو الحقيقة، لكن من جهة أخرى  زعماء الغرب غير قادرين على استيعابها. وفي نهاية الأمر، فإن ثمن هذا النوع من السلوك لن تدفعه إسرائيل وحدها بل الغرب كله. لماذا؟ لأن إيديولوجيا النظام الإيراني، كما قال رئيس الحكومة، ليست قادرة على أن تقف موقفاً متسامحاً حيال الإيديولوجيات الأخرى.
  • إلى جانب ذلك، يجب الانتباه إلى الموضوع التالي: لقد حذّر نتنياهو من المشروع النووي الإيراني في ولايته الأولى حين كان رئيساً للحكومة في خطاب ألقاه أمام الكونغرس الأميركي في تموز/يوليو 1996. وكانت ردود الفعل يومها باردة. ثم عاد وكرر تحذيره عندما كان رئيساً للمعارضة ثم خلال ولايته الثانية رئاسة الحكومة. ولكن هذه المرة، على الرغم من البرودة التي استقبل بها، أدرك الغرب أن إيران تسعى للحصول على السلاح النووي، وبدأ يتحرك لمواجهة ذلك بعد أن تأخر في وعي ما يحدث. ويمكننا افتراض أن هذا ما سيحدث مرة أخرى، ويبقى أن نأمل في ألا يتأخر الغرب هذه المرة كثيراً.
  • كما نأمل ألا نضطر إلى استخدام الخيار العسكري الذي لوح به نتنياهو في خطابه. لكن مع الأسف، وفي ظل سلوك الغرب، فإن هذا الخيار قد يبدو غير مستبعد.