من المتوقع أن تنشر اليوم (الخميس) في الولايات المتحدة شهادة جديدة لأحد المسؤولين الإسرائيليين الذين عاصروا حرب يوم الغفران [حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973] تكشف النقاب عن أن وزير الدفاع الإسرائيلي في تلك الحرب موشيه دايان اقترح أن تلوّح إسرائيل بالخيار النووي الموجود في حيازتها لاعتقاده أن الوضع في جبهة القتال المصرية سيئ للغاية.
ويدور الحديث على شهادة أدلى بها أرنون عزريا الذي شغل منصب مساعد الوزير الإسرائيلي السابق يسرائيل غليلي خلال حرب يوم الغفران. ونظراً إلى نشر هذه الشهادة في الولايات المتحدة، فإن الرقابة العسكرية الإسرائيلية لم تتمكن من منع النشر كما هي الحال في إسرائيل في ما يتعلق بأي وثيقة ترتبط بالموضوع النووي.
ومعروف أن غليلي كان من أكثر الوزراء المقربين من غولدا مئير التي كانت تتولى رئاسة الحكومة في إبان تلك الحرب.
ووفقاً لشهادة عزريا، فإن دايان طرح اقتراحه المذكور في سياق اجتماع عقدته الحكومة الإسرائيلية المصغرة في مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب ["الكرياه"] يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 1973 [أي غداة اندلاع الحرب]، وشدّد على أن الهدف منه هو الإيحاء بأن إسرائيل تجهز نفسها للجوء إلى الخيار النووي لتلافي الوضع العسكري الصعب الذي وجدت نفسها في خضمه.
وقال عزريا إن دايان جاء إلى ذلك الاجتماع بعد جولة قام بها في المنطقة الجنوبية العسكرية [الجبهة المصرية] وكان في مزاج متكدّر للغاية، وقبل انتهاء الاجتماع اقترح التلويح بالخيار النووي وأبلغ المجتمعين أنه استدعى المدير العام للجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية وطلب منه أن ينتظر خارج قاعة الاجتماع لنقل الأوامر اللازمة إليه في حال الموافقة على اقتراحه.
وأكد عزريا أن اقتراح دايان أثار عاصفة شديدة لدى المشتركين في الاجتماع وخصوصاً لدى الوزيرين يسرائيل غليلي ويغئال ألون، الأمر الذي اضطر غولدا مئير إلى مطالبة وزير الدفاع بالتنازل عنه.
كما أشار عزريا إلى أن غليلي ألح على مئير أن تستدعي المدير العام للجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية وأن تبلغه بنفسها أن اقتراح دايان مرفوض كلياً.