المسار الدبلوماسي إزاء إيران يمكن أن ينطوي على تطورات إيجابية أكثر من المخاطر
تاريخ المقال
المصدر
- هل تعتبر الرياح الجديدة التي تهب من إيران منذ انتخاب حسن روحاني رئيساً لهذا البلد والتي أدت إلى انطلاق مفاوضات مباشرة بين طهران وواشنطن لأول مرة منذ أعوام طويلة، جيدة أم سيئة لإسرائيل؟
- أعتقد أن هذا الوضع الجديد يمكن أن ينطوي على تطورات إيجابية أكثر مما ينطوي على مخاطر.
- صحيح أن إسرائيل لديها لائحة اتهام دامغة ضد إيران على خلفية برنامجها النووي وإنكارها المحرقة النازية وتأييدها ودعمها العناصر الإرهابية التي تحارب إسرائيل مثل حزب الله وغيره ودعوتها صباح مساء إلى محو إسرائيل من الخريطة، وبسبب لائحة الاتهام هذه فإن أي مواطن بسيط في إسرائيل يشعر بالقلق الشديد من احتمال تحوّل إيران إلى دولة نووية. لكن في المقابل يجب أن نذكر أن إيران هي الدولة الوحيدة في العالم التي تطالب علناً بالقضاء على إسرائيل، ولذا فإنها تعاني عزلة كبيرة دولياً وإقليمياً.
- قبل أسبوعين اشتركت في مؤتمر عقد في جامعة أوكسفورد في بريطانيا، واتضح لي هناك أن الخشية من تحوّل إيران إلى دولة نووية ساهمت في حصول تقارب كبير بين إسرائيل والسعودية. كما تأكدت من أن السعودية ودول الخليج تخشى إمكان تحوّل إيران إلى دولة نووية بصورة لا تقل عن خشية إسرائيل.
- في ضوء ذلك أعتقد أنه يتعين على إسرائيل أن تدعم الجهود التي سيتم بذلها من أجل استيضاح نيات إيران الحقيقية. وبرأيي يمكن الموافقة على رفع جزء من العقوبات المفروضة على إيران في مقابل حدوث تقدّم في كبح برنامجها النووي. وفي نهاية المطاف يجب أن يؤدي المسار الدبلوماسي إزاء إيران إلى تجريدها من برنامجها النووي العسكري كلياً.
- بموازاة ذلك علينا ألا ننسى ضرورة معالجة لبّ المشكلة مع إيران وهو في اتباعها سياسة تدعو إلى القضاء على إسرائيل، من خلال جعلها تعلن التخلي عن تلك السياسة.
- ولا شك في أن إعلاناً كهذا من شأنه أن يوفر لطهران صدقية في ما يتعلق بكبح برنامجها النووي. وربما يساهم تقدّم إسرائيل في طريق تسوية النزاع مع الفلسطينيين في دفع إيران نحو هكذا إعلان.