من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· كان من الصعب عدم رؤية الخيط الذي يربط بين المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير الدفاع الإسرائيلي مع نظيره الأميركي صباحاً، وبين الكلمة التي ألقاها في المساء رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أمام المؤتمر السنوي لمعهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب. فثمة رسالة واحدة أرسلها بوغي يعلون ونظيره الأميركي ورئيس الأركان بني غانتس، وهي أنه في ظل الوضع الإقليمي غير المستقر، فإن إسرائيل بحاجة أكثر من الماضي إلى التعاون الاستراتيجي مع الدول الصديقة، وفي طليعتها الولايات المتحدة، وهي أيضاً بحاجة إلى شبكة تحالفات مع الدول المجاورة، وحتى مع تركيا، وذلك في أعقاب مسعى المصالحة الذي رعاه الأميركيون.
· بيد أنه يمكن تفسير هذه الخلاصة بأن المساعدة العسكرية والسياسية الكبيرة التي تقدمها الولايات المتحدة إلى إسرائيل تفرض على القدس التنسيق الكامل مع واشنطن بشأن قضية حساسة للغاية، هي كيفية معالجة الخطر النووي الإيراني، الأمر الذي من شأنه تقليص الاستقلالية الإسرائيلية في هذا المجال، على الرغم من الكلام الأميركي الصادر عن هيغل وعن الرئيس أوباما قبل شهر، والمتعلق بحقّ إسرائيل في التحرك بصورة مستقلة للدفاع عن أمنها.
· لقد حرص هيغل الذي شكلت علاقته الباردة والنقدية حيال إسرائيل عقبة أمام تعيينه قبل شهرين في منصبه، على أن يوضح لضيوفه الإسرائيليين أن هجوم الجمهوريين ضده لا أساس له. وربما كان هذا بين الأسباب التي كانت وراء تأجيل إعلان الصفقة الجديدة للسلاح، والتي جرى الاتفاق على تفصيلاتها خلال ولاية وزير الدفاع السابق إيهود باراك، إلى حين مجيء هيغل في زيارته الأولى لإسرائيل في إطار منصبه الجديد.
· في اللقاء الأول بين بوغي وتشاك، بُذل جهد كبير من أجل الظهور في جبهة واحدة في مواجهة إيران، وفي مواجهة خطر تصدع سورية، والاضطرابات التي تسود الدول العربية بصورة عامة.
· وفي الواقع، فإن المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل لها علاقة بأمرين: الأول، التعويض على إسرائيل في مقابل صفقات السلاح الكبيرة التي تنوي الولايات المتحدة إبرامها مع السعودية واتحاد الإمارات العربية؛ الثاني، التوقّع بأن هذه المساعدة ستحدّ من الشهية الإسرائيلية لمهاجمة إيران بمفردها. ولم يتحدث هيغل عن ذلك مباشرة، لكنه شدد على التزام الإدارة الأميركية ليس فقط المحافظة على التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي على الجيوش الأُخرى في المنطقة، بل زيادة هذا التفوق أيضاً.
· ويبدو أنه في بداية ولاية حكومة نتنياهو الثالثة، ثمة إدراك واضح لحدود القوة. وليس مفاجئاً إذا اكتشفنا فيما بعد أنه على الرغم من التهديدات بالهجوم على إيران، فإن أوباما ونتنياهو اتفقا على تخفيف الاهتمام بالهجوم الإسرائيلي المستقل حتى نهاية السنة.
· وبرز أيضاً التعاون الوثيق بين إسرائيل والولايات المتحدة في الملاحقة المشتركة للسلاح الكيميائي في سورية. وقد هدد يعلون علناً أمس، بضرب محاولات تهريب هذا النوع من السلاح إلى التنظيمات المتطرفة. كما ظهر التنسيق بين البلدين بشأن المصالحة الإسرائيلية ـ التركية، التي أعلن غانتس أمس دعمه الكبير لها.
· وفي الخطاب الاستراتيجي الطويل الذي ألقاه غانتس أمام المؤتمر السنوي لمعهد دراسات الأمن القومي ظهرت الأهمية الكبيرة التي يوليها للتعاون الدولي الذي يعتبره مبدأ آخر من مبادىء العقيدة الأمنية الإسرائيلية، إلى جانب الإنذار والردع والحسم التي وضعها دافيد بن - غوريون، ومبدأ الدفاع الذي أضيف إلى هذه العقيدة خلال الأعوام الأخيرة. ففي نظر رئيس الأركان هناك حاجة إلى هذا التعاون الدولي في جميع المجالات "بدءاً من الحرب على الإرهاب، وصولاً إلى الحرب الإلكترونية، ومن الاستخبارات، وصولاً إلى انتشار السلاح."