الانسحابات الأحادية الجانب ألحقت أضراراً كبيرة بإسرائيل
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

·       يعتقد البعض في إسرائيل أن الرفض الفلسطيني للتوصل إلى اتفاق سلام نهائي، وعدم وجود شريك فلسطيني للسلام مع إسرائيل، يجب ألاّ يحولا دون انسحاب إسرائيل من يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، ودون إقامة دولة فلسطينية. وهذا البعض يعيد إلى الخطاب الإسرائيلي العام جوهر الفكرة التي وقفت وراء جميع خطوات الانسحاب الأحادية الجانب التي أقدمت عليها إسرائيل في السابق، وفي مقدمها الانسحاب الأحادي الجانب من الجنوب اللبناني [في سنة 2000]، وخطة الانفصال عن قطاع غزة [في سنة 2005].

·       ولا بُد إزاء ذلك من تذكير هذا البعض بأن الانسحاب الأحادي الجانب في حينه من الجنوب اللبناني، وكذلك الانسحاب الأحادي الجانب من قطاع غزة، لم يؤديا إلى تحسين الأوضاع الأمنية في منطقتَي الحدود الشمالية والجنوبية. كما أنه لا يمكن تجاهل أن الانسحاب من لبنان تسبّب أيضاً باندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي جبت من إسرائيل ثمناً باهظاً للغاية. ويمكن القول إنه كان من الطبيعي أن يعتقد الفلسطينيون لدى إقدامنا على الانسحاب من لبنان أن إسرائيل هربت من هناك نتيجة ضعفها، وأن من خلال ممارسة "الإرهاب" يمكن إضعاف إسرائيل أكثر، بل إلحاق هزيمة بها.

 

·       لقد حان الوقت كي نقول إن كل مَن يؤيد الآن انسحاب إسرائيل من المناطق [المحتلة] باعتبار ذلك مصلحة إسرائيلية أولاً وقبل أي شيء، يلحق أضراراً كبيرة بقدرة إسرائيل على أن تقنع العالم بتأييد عدد من مطالبها المهمة من الفلسطينيين، وفي مقدمها مطلب الاعتراف بها دولة يهودية. وفي الوقت نفسه يتعين على مؤيدي مثل هذا الانسحاب أن يراجعوا الماضي وأن يستفيدوا من دروسه.