من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· أحدث اقتراح أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني إرسال قوات عربية إلى سورية للمحافظة على السلام ضجة كبيرة، إذ إن هذه هي المرة الأولى التي تقترح فيها دولة عربية إرسال قوات ضد دولة عربية أخرى لمساعدة مواطني هذه الدولة، كما أن هذه هي المرة الأولى التي تبحث فيها الجامعة العربية في خيار التدخل العسكري العربي بدلاً من التدخل العسكري الغربي. ولا يمكن لمن يتابع النتائج التي أسفرت عنها الثورات العربية إلاّ أن يصاب بالذهول وهو يشاهد كيف يجري استبدال "تحالف الطغاة" القديم بتحالف جديد بين الحكام والجماهير. فلا يمكن بعد الآن أن تسمح الأنظمة لنفسها، حتى تلك التي لم تواجه بعد ثورة شعبية مثل السعودية وقطر والكويت، بتجاهل مطالب الشعب.
· إن الحكام العرب الذين تجاهلوا لأعوام طويلة أعمال القتل الجماعي في دارفور، والنزاع الدموي في الجزائر، والاستبداد الوحشي لصدام حسين، وغضوا نظرهم عن إقدام حافظ الأسد قبل 30 عاماً على قتل عشرات الآلاف من سكان مدينة حماه، يشعرون اليوم بأن عليهم أن يواجهوا، ولو بالقوة، بشار الأسد. ولم يعد زعماء الدول العربية مقتنعين بشعار المرحلة السابقة القائل "طاغية نعرفه ويضمن الاستقرار أفضل من الغموض الذي قد ينشأ في حال سقوطه."
· فضلاً عن ذلك، ثمة قناعة جديدة باتت واضحة لدى الحكام العرب وهي أن المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة أو حلف الناتو لا تستطيع أن تقوم بالمهمة بدلاً عنهم، فالقوات الدولية تتحرك فقط للدفاع عن مصالحها. ففي ليبيا، لم تتحرك قوات الناتو إلاّ عندما تعرض النفط الليبي واستثمارات الشركات الغربية للخطر، وهذا ما حدث لدى احتلال العراق لحقول النفط في الكويت سنة 1999 الذي أعقبه التدخل الدولي، أمّا احتلال فلسطين المستمر منذ 45 عاماً ، فلم يؤد إلاّ إلى أوراق عمل.
· في مقابل هذه النظرة العربية الجديدة، لا عجب أن يشعر أصحاب نظرية المحاور على أنواعها، مثل "محور الشر" و"المحور المعادي للغرب" والمحور الإسلامي"، بالقلق. إذ إن هذه المصطلحات الساذجة التي هدفها أن تسهل على الغرب فهم الشرق الأوسط فقدت مغزاها، ورأينا فجأة كيف باتت مسألة حقوق الإنسان تشكل خطراً على الأنظمة، وكيف بدأ الإخوان المسلمون بالتحاور مع الإدارة الأميركية، وكيف ابتعدت تركيا عن سورية من دون أن تبتعد عن إيران، وكيف تقترح دول عربية إرسال قواتها العسكرية إلى سورية.
· إن هذه التغيرات هي من طبيعة الثورات، وكل من يحاول أن يبحث عن خصائص هذه الثورات من خلال عدسة مكبرة سيجد صعوبة في التعرف إليها. فالثورات التي حدثت في تونس ومصر وليبيا ودول أخرى هي ماكرو – ثورات، وتتطلب فهماً استثنائياً لأنها قائمة على الصلة بين السلطة وبين المواطن. إنها الثورات التي لطالما تحدثت عنها إسرائيل، ليس حباً بمواطني الدول العربية، وإنما عبر استخدامها ذريعة للتهرب من أي عملية تفاوضية سياسية، فكانت تدعي أنه لا يوجد من تتحاور معه في الدول العربية ما دام ليس هناك ديمقراطية في هذه الدول.
· اليوم، وبعد أن بدأت تتضح النتائج، يبدو أن إسرائيل غير مهتمه بها، ويبقى "العالم العربي - الإسلامي" هو الخطر الأوحد عليها. أمّا حقيقة أن هذا العالم "العربي - الإسلامي" هو الذي تبنى طيلة عشرة أعوام المبادرة العربية [التي أُعلنت في قمة بيروت سنة 2002]، والتي تعهدت بالسلام وضمان أمن إسرائيل، فقد دُفنت في مستودع النسيان الإسرائيلي.
· واليوم أيضاً، في زمن الثورات، ما زالت إسرائيل تدعي عدم وجود من تتحاور معه. فهل يمكن، في رأيها، التحاور مع الجمهور المصري الذي انتخب الإخوان المسلمين؟ أو مع التونسيين الذين اختاروا حكماً إسلامياً؟ أو مع تركيا التي تطالب باعتذار إسرائيلي منها وبتعويضات؟ بالنسبة إلى إسرائيل، فإن الثورات شأن عربي لا علاقة لها به، وكل تغيير يجري في الشرق الأوسط هو مناسبة لإعادة تقويم المخاطر عليها.