ظاهرة التشيع بين سكان قطاع غزة تثير مخاوف "حماس" من تزايد نفوذ إيران
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       لم يعد سراً انتشار ظاهرة التشيع بين سكان قطاع غزة. فقد بدأ الأمر بانضمام بضعة فلسطينيين إلى الطائفة الشيعية، لكنه ما لبث أن تحول في الأشهر الأخيرة إلى ظاهرة متنامية، إذ يقوم عدد كبير من السكان السنّة في قطاع غزة بتغيير طائفتهم والانتقال إلى الطائفة الشيعية، وقسم من هؤلاء هم من أنصار "الجهاد الإسلامي" والقسم الآخر من المواطنين العاديين، ويقدّر عدد الذين تشيعوا اليوم في القطاع  بأكثر من بضعة مئات.

·       في يوم الجمعة الماضي اجتمع نحو 30 شخصاً من هؤلاء في أحد المنازل  في حارة الشيخ زايد، الواقع بين بيت لاهيا وجباليا، للاحتفال بذكرى أربعين الحسين. وكان من المتوقع حضور نحو مئة شخص، لكن رداءة الطقس قلصت عدد الحضور الذي جاء للمشاركة في صلاة الجمعة في هذا البيت الذي تحول في الأسابيع الأخيرة إلى "حسينية" وإلى مركز للتعليم الديني.

·       لم يتوقع الحاضرون الزيارة التي قام بها رجال الأمن التابعين لحركة "حماس"، الذين اقتحموا المكان وأوقفوا نحو 14 شخصاً من الحاضرين واعتدوا بالضرب على الآخرين وكسروا أيدي المصلين وأرجلهم واقتادوا الموقوفين إلى مركز تابع للحركة حيث جرى ضربهم بطريقة وحشية.

·       ويعود سبب اهتمام "حماس" الكبير بهذه المجموعة الصغيرة من المؤمنين إلى تخوفها من تزايد التدخل الإيراني في شؤون قطاع غزة، إذ ليس لدى الحركة أدنى شك في أن إيران تستغل تنظيم "الجهاد الإسلامي" من أجل بسط نفوذها على القطاع. وذكرت مصادر في غزة للصحيفة أن هناك مجموعة صغيرة داخل التنظيم بقيادة إياد الحسني، الذي سبق أن طُرد من التنظيم لكنه عاد إليه بضغط من طهران، أعلنت تشيعها. وقبل بضعة أشهر قام وفد رفيع المستوى من "الجهاد الإسلامي" بزيارة طهران، وبعد الزيارة تقرر تعيين الحسني في منصب كبير في الجناح العسكري للجهاد. وكان الحسني أعلن تشيعه علناً بعكس كثيرين من الشيعة الآخرين الذين يخفون معتقدهم عملاً بمبدأ "التقية".

وأول أمس أصدر عدد من الذين أوقفتهم "حماس" يوم الجمعة بياناً دعوا فيه إيران إلى وقف تمويل "حماس" بسبب ملاحقاتها للشيعة. لكن طهران سبق أن قلصت الدعم الاقتصادي الذي تقدمه إلى الحركة بسبب مغادرة "حماس" دمشق، وتخليها عن بشار الأسد. وتعلم طهران أن سلطات "حماس" في القطاع تحاول إخفاء ظاهرة التشيع وتخوض حرباً حقيقية ضد الشيعة في القطاع، وقد نجحت في الفترة الأخيرة في إغلاق عدد من الجمعيات الخيرية التي تعمل على نشر التشيع في غزة. وثمة شكوك في أن تنجح "حماس" في مواصلة كبح ظاهرة التشيع لوقت طويل، ولا سيما في ظل الضغوط التي تمارسها طهران.