أزمات الربيع العربي تشكل تحدياً لإسرائيل
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

 

·       لقد أعطى الرئيس الأميركي السابق جورج بوش أهمية كبيرة لنشوء أنظمة ديمقراطية في دول العالم الثالث، وقام بتشجيع نتان شارانسكي [عضو كنيست سابق وصاحب كتاب: The Case For Democracy-The Power of Freedom] الذي ادعى أن الأنظمة الديمقراطية في الشرق الأوسط هي وحدها التي يمكن عقد اتفاق سلام معها. كذلك فإن الرئيس الحالي باراك أوباما وحلفاءه في الغرب أظهروا حماستهم لمجيء الديمقراطية إلى العالم العربي. لكن إرادة الشعوب العربية حملت حركة "حماس" إلى السلطة في غزة، والإخوان المسلمين إلى السلطة في مصر، التي عقدنا معها اتفاق سلام منذ أكثر من 30 عاماً.

·       إن "حماس" والإخوان المسلمين هما تنظيمان إسلاميان متطرفان يعتبران أن نزاعهما مع المسيحية واليهودية هو نزاع ديني عميق. وعلى عكس منظمة التحرير الفلسطينية التي اعتبرت نزاعها مع إسرائيل هو نزاع قومي، فإن الإسلاميين ينظرون إلى هذا النزاع من منظور ديني.

·       إن المحيط الجيو - استراتيجي من حول إسرائيل يتغير بصورة سريعة جداً، وذلك قبل أن يتسنى لنا تحديد هذه التغيرات والتفكير بمواجهتها بالطريقة الصحيحة.

·       لا يمكننا الآن الجزم في أن التغيرات في مصر ستنعكس فوراً على العلاقات مع إسرائيل وعلى اتفاقية السلام، لكن نستطيع القول إن التعهدات التي أخذها الحكم المصري السابق على عاتقه لن تتكرر مع الحكم الجديد. ومع ذلك فإن ارتباط مصر بالغرب وبالولايات المتحدة من شأنه أن يعدل من حجم التحول في توجهات الحكم الحالي.

·       في ظل ما سبق، يتعين على إسرائيل أن تحصّن منظومتها العسكرية، وفي الوقت نفسه أن تفكر في سياسة خارجية مختلفة. فعلى سبيل المثال، لا يمكن اعتبار الخلاف مع تركيا خلافاً غير قابل للحل، إذ يمثل أردوغان إسلاماً مختلفاً ومتطوراً يسعى لاندماج تركيا مع العالم الغربي ومع أوروبا. وسبق أن التقيت في إحدى المناسبات شخصاً وثيق الصلة بالعلاقات بين إسرائيل وتركيا، وقال لي إن حكومة إسرائيل قادرة على التوصل إلى حل لمشكلة سفينة مرمرة، والعمل على تغيير علاقاتها مع الدولة الأكثر أهمية في المنطقة.

·       من جهة أخرى، يجب أن تكون الردود على الخطر الإيراني هي أيضاً حكيمة، إذ إن هذا الخطر ليس موجهاً ضد إسرائيل وحدها، بل هو موجه أيضاً إلى حقول النفط وحكام الخليج الذين يشكلون مصالح حيوية بالنسبة إلى الولايات المتحدة وإلى الدول الغربية.

·       من هنا يجب أن تكون الحكمة والتفكير العاقل والهادىء هما أساس سياستنا. فالمطلوب في ظل هذا الوضع الخطر هو التفكير الذي يؤدي إلى تغيير حقيقي لرؤيتنا في مواجهة التغيرات في المنطقة.