أحمد الأسير الشيخ الذي يتحدى حسن نصر الله
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

 

·       يقول أخصام الشيخ أحمد الأسير، إمام أحد المساجد السنية في صيدا، إنه كان في الماضي، وقبل أن يتحول إلى شيخ، يحب شرب الخمرة ورفقة النساء الجميلات، كما أنه كان مغنياً قبل أن يهتدي. إلاّ إن هذا كله لم يكن ليحول هذا الشيخ الملتحي إلى شخصية لبنانية مشهورة لولا ظهوره السياسي الجريء في بيروت في آذار/مارس الماضي، حين وصل إلى العاصمة اللبنانية برفقة المغني فضل شاكر ومئات المناصرين للتعبير عن احتجاجهم ضد المجازر في سورية. وكانت هذه أول تظاهرة من هذا النوع في بيروت، إذ اقتصرت  التظاهرات حتى  ذلك التاريخ على مدينة طرابلس في الشمال، معقل السّنة، والتي باتت تعتبر أيضاً عاصمة الثوار ضد الأسد.

·       لكن احتجاج الشيخ الأسير لم يقتصرعلى الأسد، فقبل بضعة أيام قام بمشاركة مناصرين له ينتمون إلى التيار الراديكالي السني بقطع الطريق الأساسية التي تصل بين بيروت وصيدا، مطالبين بنزع سلاح حزب الله. وقد صرّح الأسير أن المعتصمين لن يفتحوا الطريق قبل أن تقوم الحكومة بنزع هذا السلاح.

·       قد يشكل احتجاج الأسير مشهداً غير مألوف في الواقع اللبناني، لكنه يأتي في إطار الفوضى الآخذة في الانتشار في هذه الدولة، إذ تستطيع العصابات والميليشيات المسلحة أن تفعل ما يحلو لها.

·       إن الأحداث في سورية والضغط الدولي على الأسد، من شأنهما أن يوضحا لحسن نصر الله أنه قد يخسر حليفه في سورية ومنظومته اللوجستية، وسيفرضان على الحزب إعادة تنظيم صفوفه من جديد وتبني استراتيجيا جديدة في مواجهة الدول العربية التي تشهد ثورات.

·       ويمكن القول إن حزب الله لم يعد البطل القومي الذي انتصر على إسرائيل، وإنما أصبح اسمه مرتبطاً اليوم باسم الأسد الذي تقف ضده كل الدول العربية، وبصورة خاصة الحركات الإسلامية، مثل الإخوان المسلمين في مصر وحركة النهضة في تونس. صحيح أن العلاقات بين حزب الله وبين الإخوان المسلمين في مصر كانت في الماضي علاقات تقارب قامت على استراتيجيا العداء للاحتلال الإسرائيلي، لكن اليوم حلت المذابح في سورية محل الاحتلال الإسرائيلي كموضوع للنقد. كذلك لم ينس الإخوان المسلمون ما قاله حسن نصر الله حين وصف الثورة المصرية بأنها انتصار للأيديولوجيا التي تسعى لإبعاد الغرب عن المنطقة، بينما يعتبر الإخوان المسلمون أن الثورة هي ضد الحكم الاستبدادي الفاسد.

·       وعلى الرغم من أن السيد حسن نصر الله كان من بين الأوائل الذين هنأوا محمد مرسي بفوزه، فإنه من الصعب أن تساعد هذه التهنئة في تحسين مكانته في مصر.