على إسرائيل أن تكبح الحاخامين العنصريين
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

·       لا شك في أن الوقت حان لإجراء مناقشة معمقة بشأن الدور الخطر الذي يقوم به الحاخامون في إسرائيل، ولا سيما أولئك الذين وقّعوا عريضة يطالبون فيها بعدم تأجير أو بيع بيوت للعرب في المدن الإسرائيلية.·       أعتقد أن الالتزام الوحيد الذي يجب توقعه من الحاخامين اليهود، كما من رجال أي دين آخر، هو الالتزام الأخلاقي. وهذا يعني، أولاً وقبل أي شيء، أن يكافحوا بكل ما أوتوا من قوة لتطبيق القيم الإنسانية الأساسية مثل العدالة والمساواة والحرية والرأفة والحب والسلام. لكن بدلاً من ذلك، فإن حاخامين كثيرين من التيار الحريدي- القومي يقومون بتسميم الأجواء العامة في إسرائيل. ووفقاً لاستطلاع الرأي العام الذي أجراه "معهد ترومان" الأسبوع الفائت فإن 44% بالمئة من اليهود في البلد يؤيدون منع تأجير أو بيع بيوت للعرب.·       ولا بُد من الإشارة إلى أنه قبل نشر عريضة هؤلاء الحاخامين صدرت عن بعضهم فتاوى تجيز لجنود الجيش الإسرائيلي قتل أطفال فلسطينيين من دون تمييز بحجة أنه عندما يكبرون سيصبحون "إرهابيين"، وهي حجة نازية، فضلاً عن أن طلب منع تأجير أو بيع بيوت للعرب ينطوي على سمات عنصرية كلاسيكية.·       وفي ضوء حقيقة أن هؤلاء الحاخامين يحظون بامتيازات كبيرة تقدمها الدولة لهم، على الرغم من عدم اعترافهم بنفوذها وصلاحياتها، فإن الأمر الذي يبدو مهماً للغاية الآن هو الإشارة إلى الوقاحة الكبيرة التي يتسم هؤلاء الحاخامون بها، والتحذير من تداعياتها المقبلة. وإذا لم تدرك إسرائيل على وجه السرعة مغزى سلوك هذه الفئة ومدى وقاحتها فتبادر إلى كبحها، فإن مستقبلها كله سيكون مهدداً بالخطر.