عودة الجبهة الشرقية
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

·       صرّح رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن، في الأسبوع الماضي، أنه لن "يقبل بوجود أي إسرائيلي في الدولة الفلسطينية". علينا النظر إلى هذه التصريحات من الناحية السياسية، ولا سيما في ضوء الأفكار التي طرحتها في المدة الأخيرة أوساط معينة في واشنطن، والتي تقترح انتشار قوات دولية في سهل الأردن للدفاع عن شرق إسرائيل، وأن تتضمن هذه القوات وحدات من الجيش الإسرائيلي، وذلك كبديل من المطالبة الإسرائيلية بالسيادة أو بالسيطرة الأمنية على سهل الأردن، وهو ما يعترض عليه أبو مازن، الأمر الذي يدل بوضوح على رفض السلطة الفلسطينية المطالبَ الإسرائيلية الأخرى المتعلقة بقضايا عسكرية متعددة.·       بعد انتصار الولايات المتحدة على صدام حسين، اعتقد بعض المحللين عندنا أن صفحة الجبهة الشرقية انطوت، وأنه ما عاد هناك فائدة من السيطرة الإسرائيلية على خط الأردن. وادعى البعض الآخر منهم أنه في زمن الحرب العصرية وفي عصر الصواريخ، لم يعد هناك أهمية للحواجز البرية.·       لقد تبين مع مرور الوقت أن هاتين الحجتين باطلتان. فقد تعلم الأميركيون في حرب أفغانستان أن كل قطعة أرض لم يوجد فيها جنودهم، كانت تقع تحت سيطرة مقاتلي طالبان.·       إنه من الخطورة بمكان القول إن الجبهة الشرقية اختفت. ففي العراق اليوم، وكما هو معروف، حكومة جديدة يسيطر عليها أطراف متعددة من الشيعة، بينها أطراف لديها علاقات وثيقة بإيران، شبيهة بالعلاقة التي تربط حزب الله اللبناني بطهران. صحيح أن هذه الأطراف ليست كلها موالية لطهران، إلا إنها جميعاً معادية للأميركيين. وعلى الرغم من ذلك، فإنه بعد زوال الوجود الأميركي في العراق، لا شك في أن الطرف الذي سيهيمن على هذه الدولة المنقسمة هو إيران.·       لقد كان في الإمكان وقف هذا المسار، لو أن واشنطن تصرفت بطريقة أكثر حزماً تجاه نظام آيات الله، لكن حتى الآن لا دلائل تشير إلى أنها ستفعل ذلك.·       إن الجبهة الشرقية لم تمت، بل على العكس عادت من جديد إلى الحياة مع حجم من المخاطر لم نعرفه من قبل. لذا، فإن اقتراح جعل الدفاع عن الحدود الأكثر خطراً بالنسبة إلى إسرائيل في عهدة قوات دولية لا تخضع للحكومة الإسرائيلية (وإنما تخضع للاعتبارات السياسية والاقتصادية لجهات دولية مثل الأمم المتحدة) هو فكرة مجنونة. وهل علينا أن نذكّر بعلميات التسلح التي قام بها حزب الله تحت أنظار القوات الدولية؟ سيأتي مَن يقول إن القوة الدولية التي انتشرت في سيناء برضى كامل من إسرائيل بعد اتفاق السلام مع مصر، قد قامت بمهمتها بنجاح، فلماذا لا تنجح في مهمتها على الحدود الشرقية؟·       هناك فارق بسيط بين الحالتين، فمع مصر لدينا اتفاق سلام، أما مع إيران فلا وجود لذلك. كما أن إيران تهدد بالقضاء علينا، ولا يعترف حلفاؤها بحقنا في الوجود. كذلك، فإن خلفية انتشار القوات في سيناء مختلفة بصورة كاملة، فقد نص أحد بنود اتفاق السلام مع مصر على تجريد شبه جزيرة سيناء من السلاح، وبالتالي، كان من مصلحة إسرائيل انتشار قوات متعددة الجنسيات (وليس قوات دولية خاضعة لمجلس الأمن) مؤلفة في أغلبيتها من قوات أميركية ومن أطراف صديقة أخرى، كي تشكل حاجزاً سياسياً يضمن استمرار بقاء سيناء مجردة من السلاح نظرياً وعملياً.·       في الولايات المتحدة وفي أوروبا هناك من يقترح أن يجري التفاوض مع الفلسطينيين أولاً بشأن موضوع الحدود. وفي المقابل، ترى إسرائيل أن موضوع الحدود هو قبل أي شيء يدخل في مجال الأمن. من هنا فإن التخلي عن الأمن على الحدود الشرقية لا يستقيم مع هذا المبدأ.