التقرب الإيراني من السعودية مستمر وإسرائيل بقيت وحدها في الجبهة
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

 

  • أضيئت كل أضواء التحذير على خريطة الشرق الأوسط، إيران تفتتح اليوم سفارتها في الرياض بعد مرور 7 أعوام على إغلاقها. في المقابل، خفّضت السعودية إنتاجها من النفط بمقدار مليون برميل يومياً، وهي تدفع الأسواق في أميركا والغرب نحو ارتفاع إضافي في التضخم.
  • الإمارات، الدولة الشجاعة التي وقّعت اتفاقات أبراهام، تبتعد خطوة إضافية عن الولايات المتحدة، وبصورة استعراضية، تغادر قوة حفظ الأمن الأميركية التي من المفترض أن تسهر على أمن الملاحة في الخليج العربي.
  • وتدّعي تقارير متعاقبة أن مصر أيضاً، أول دولة عربية توقّع اتفاقاً للسلام مع إسرائيل، بدأت محادثات مع طهران، تحضيراً لإقامة العلاقات بينهما. قبلها، قامت السعودية والإمارات بلملمة منظوماتهما العسكرية في اليمن، وفعلياً، تسلّمها الحوثيون الذين ترعاهم إيران.
  • في الخلاصة، في الوقت الذي تحلم القيادة الإسرائيلية بالسلام مع السعودية، وتخبر الشعب الإسرائيلي بأن ما يجري هو مجرد مظهر خارجي، فإن الواقع، لسبب ما، يرفض أن يتطابق مع هذه النظرية. الألواح التكتونية تتحرك في اتجاه طهران، وربما إسرائيل بقيت وحدها.
  • إسرائيل بقيت وحدها في ساحة أُخرى أيضاً هي ساحة الوكالة الدولية للطاقة النووية. قبل أقل من عام، تعهد رئيس الوكالة رفائيل غروسي، علناً، في مقابلات أُجريت معه، أن "الوكالة لن تغلق أبداً التحقيقات التي فُتحت ضد إيران بسبب ضغط سياسي من أجل التوصل إلى اتفاق نووي معها." وها نحن اليوم، وعلى الرغم من أن خداع إيران واضح للجميع، فإن الوكالة أغلقت الملفات ضدها بسحر ساحر. يحدث هذا، تحديداً، في الوقت الذي تتراكم في إسرائيل معلومات عن محاولات أميركية يائسة للتوصل مع إيران إلى اتفاق جزئي محدود وموقت ومحدد، أو أي مصطلح آخر تريدونه. لا يمكن ألا يكون هناك علاقة بين الأمرين.
  • وماذا بشأن أميركا نفسها؟ صورة سقطة الرئيس جو بايدن في نهاية الأسبوع هي صورة دقيقة لبلده. دولة عظمى في حالة سقوط. لا أحد يريد التقرب منها، ولا أحد يعتمد عليها.
  • لا يزال الموقف الرسمي الأميركي هو نفسه "لن نسمح لإيران بالحصول على سلاح نووي." وحتى أن رئيس هيئة الأركان المشتركة قال مؤخراً في إحاطة قدّمها إلى مجلس الشيوخ الأميركي، إن الولايات المتحدة تعارض" قفزة إلى السلاح النووي" من جانب إيران، وهو ما يعني أنها تستطيع الاحتفاظ بالسلاح، لكن وضعه على أهبة الاستعداد ممنوع. حقيقةً شيء مريح.
  • أين هي إسرائيل من كل هذه القصة؟ تتحدث إسرائيل لغة مزدوجة. من جهة، تروي رواية غير صحيحة، أنه لا توجد فجوات في المواقف بينها وبين واشنطن. رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي هاجم بينت ولبيد لخنوعهما أمام الأميركيين، لم يقف ضد الإدارة الأميركية كما فعل في سنة 2015. يبدو أنه استوعب أن ضرر هذا الخلاف أكبر من فائدته.
  • لذلك، فإنه يلعب مع سائر المنظومة لعبة "لا تتركوني أتحرك". وهيئة الأركان العامة والمجلس الوزاري المصغر يتدربان على حرب متعددة الجبهات.
  • حزب الله في الشمال، وشرطي-"مخرب" مصري في الجنوب، يمنحان هذا التدريب نكهة من خلال حوادث حقيقية واجتياز السياج الحدودي في نقاط ضعفه. ومرة أُخرى، ندرس الأحداث، ونستخلص الدروس، ونستعد للمقبل من الأيام.
  • في الأمس، قال وزير الدفاع يوآف غالانت: "إن المخاطر التي تواجهها دولة إسرائيل تزداد وتتعاظم، وسنضطر إلى القيام بواجبنا للدفاع عن سلامة إسرائيل ومستقبل الشعب اليهودي." أما سلفه بني غانتس فقال: "دولة إسرائيل ستقوم بالمطلوب لمنع تهديد وجودها. وعلى الرغم من الخلافات بيننا، إذا حان الوقت الذي نحتاج فيه إلى العمل معاً، فإن الحكومة ستحصل على الدعم الكامل من المعارضة لأي عملية حازمة ومسؤولة من أجل منع إيران من الحصول على سلاح نووي."
 

المزيد ضمن العدد