الاختبار يبدأ الآن: كيف سيتصرف الجيش الإسرائيلي بعد العملية؟
تاريخ المقال
المصدر
- بعد انتهاء عملية "بيت وحديقة" يوم الثلاثاء في جنين، حقق الجيش ما كان يريده؛ ترسيخ بنية تحتية تسمح بحرّية العمل. كانت العملية في جنين عملية تمهيدية من أجل تحقيق حرّية العمل التي أرادها، الأمر الذي سيسمح بدخول قوات إلى المنطقة من دون أن تنفجر عبوة ناسفة تحت مركباتها. لكن الاختبار الحقيقي يبدأ منذ الآن، فأسلوب عمل الجيش الإسرائيلي في جنين يستند إلى مبدأين؛ استخبارات دقيقة يقدمها الشاباك، ومساعدة جوية.
- يتجلى هذان المبدآن بطريقتَين: الأولى: دخول قوات إلى مخيم اللاجئين في جنين من أجل تنفيذ اعتقالات استناداً إلى معلومات استخبارية حصلت عليها من الشاباك. والثانية: تجري العمليات بمساعدة سلاح الجو، الأمر الذي لم يكن يحدث في الماضي. غيّرت العملية في جنين أسلوب العملية التي كانت الأولى من نوعها، وذلك ليس بسبب استخدام مسيرات معينة، بل لأن استخدام هذه المسيرات هو جزء من أسلوب التحرك.
- مع ذلك، فإن هذا الأسلوب في العمل يمكن أن ينجح في حال استمرت العمليّات، بعكس ما جرى في لبنان؛ حين قال رئيس الأركان شاؤول موفاز إن لبنان سيمحى عن الأرض إذا أطلقوا صواريخ منه في اتجاه إسرائيل، وهذا لم يحدث. إذا عادت الهجمات من جديد، فإنه شيء مؤسف بالنسبة إلى العملية الأخيرة، وهذا الأمر سنعرفه لاحقاً. يجب أن تكون طريقة النظر إلى الأمور مختلفة، وعلى افتراض حدوث شيء من هذا النوع، فإن إسرائيل يمكن أن تعتبر ذلك فشلاً لها. يتعين على إسرائيل شن عملية عند توفر المعلومات الاستخبارية وإحباط الهجمات قبل وقوعها، لا بعد حدوثها.
- الآن، وبعد العملية، يجب على المنظومة الأمنية أن تدرك أنه من أجل منع الفصائل المسلحة من القيام بهجمات أُخرى، فإنه يتوجب عليها الاستمرار في العمليات المتواصلة، والضغط العملاني المستمر، وما نقصده ليس القيام بعملية محدودة مرة كل عامَين، إنما القيام بعمليات متواصلة.
الكلمات المفتاحية