المرحلة الأولى استكملت: الآن حان وقت خطوة لم نقم بها منذ سنوات
المصدر
قناة N12

موقع إخباري يومي يضم، إلى جانب الأخبار، تعليقات يكتبها عدد من المحللين من الشخصيات الأمنية السابقة، ومن المعلّقين المعروفين.

المؤلف
  • مع خروج قوات الجيش الإسرائيلي من مخيم اللاجئين في جنين، عادت المسؤولية عن المخيم وعن المنطقة إلى لواء منشيه [المسؤول عن الأمن في منطقة جنين وطولكرم]. وعادت الأمور على الأرض كما كانت في الأيام التي سبقت عملية "بيت وحديقة"، عندما كان الجيش يقوم بعمليات جارية ومركزة في المنطقة كلها وفقاً للمعلومات الاستخبارية التي يحصل عليها. ومن الممكن أن تحدث عملية كالعملية الأخيرة في أي وقت في المستقبل القريب، وذلك للقيام باعتقالات أو لإحباط هجمات. والعملية في جنين ستنعكس على سائر المناطق في الضفة الغربية، وستسمح لإسرائيل بتكرار عمليات مشابهة في مدن أُخرى كنابلس.
  • في أساس العملية، كانت هناك رغبة وجهد لضرب البنى التحتية لـ"الإرهاب" داخل مخيم اللاجئين. إن الواقع الذي كان على الأرض (تمركُز مجموعات تضم مئات المسلحين في المكان، وجمعها أسلحة، وخروجها من "حصنها" لتنفيذ هجمات وعودتها إلى هناك حيث كانت تشعر بالأمن) تضرر.
  • إن الهدف الذي وضعه الجيش قبل العملية، والذي لم يتحقق تماماً، هو ضرب أكبر عدد ممكن من المسلحين المتواجدين في المكان، لكن أغلب هؤلاء فرّوا أو اختبؤوا مع بدء العملية، ولم تصل قواتنا إليهم. مع نهاية العملية، يدركون في جنين أنهم في حاجة إلى وقت طويل لإعادة إعمار ما دُمِّر، لكن هذا لا يعني أنهم غير قادرين على فعل ذلك. في هذه الأثناء، سيكون الهم الأساسي للمنظومة الأمنية المحافظة على هذا الإنجاز، واستمرار العمليات الجارية ضد "المخربين" في المخيم.
  • حتى هذه الليلة، جرى الحديث عن إنجاز آخر حققته العملية؛ هو المحافظة على التفريق بين غزة والضفة الغربية، لكن الصواريخ التي أُطلقت من هناك هذه الليلة تدل على أنهم فعلاً لم يبقوا صامتين.
  • هذه العملية هي جزء من المعركة المتعددة الجبهات التي تخوضها المؤسسة الأمنية على 4 جبهات في أسبوع واحد؛ العملية في جنين، والهجوم في سورية، والهجوم في غزة، وما يجري في مزارع شبعا. كل جبهة من هذه الجبهات يمكن أن تتحول من حادث تكتيكي إلى حادث استراتيجي.
  • في نهاية الأمر، أي عملية مشابهة تنفّذها إسرائيل في مدن أُخرى في الضفة الغربية وتعطي نتيجة إيجابية في إطار عدد القتلى من "المخربين"، تحقق أمراً واحداً فقط؛ كَسْب الوقت، وإبعاد إسرائيل نسبياً عن الحدث الاستراتيجي المقبل. هذا بالتأكيد لا يحل المشكلة في الضفة الغربية، ولا في غزة، إذ الحل يجب أن يأتي من المستوى السياسي.
  • يستطيع الجيش الإسرائيلي، بالاعتماد على قدراته، تحقيق مستوى مرتفع من الأمن بأثمان باهظة، ولقد نجح بواسطة خطط عملانية في نشر غطاء دفاعي كبير والتخفيف من ألسنة اللهب. لكن المرحلة الثانية من هذا الحدث لم تجر منذ سنوات عديدة (والمقصود هو التحرك السياسي). هناك تحديداً كل شيء محطم.
  • يتعين على إسرائيل أن تعرف ما الذي تريده لاحقاً، وما الذي يمكن أن يُحسّن الأوضاع وينشئ للمستوى العسكري واقعاً أفضل، وأكثر ملاءمة للمناورة. إن العمليّات العسكرية مفيدة وتساعد في إنشاء هذا الواقع، لكنها لن تغير الصورة الكبيرة. الجيش ليس قادراً على تقديم كل الحلول.
  • إسرائيل غير مؤهلة وغير قادرة وربما لا تريد أن تقرر إلى أين تذهب. لذلك، نعود في كل مرة إلى واقع "الجولات". لا يوجد سبب حقيقي يمنعنا من العودة إلى البحث في جنين وفي قطاع غزة وسائر المناطق في ضوء عدم تغير أي شيء في الواقع السياسي.
 

المزيد ضمن العدد