حكومة مع داعمي الإرهاب
تاريخ المقال
المصدر
قناة N12
–
قناة التلفزة الإسرائيلية
- تعالوا نتخيل للحظة الحالة التالية: عشية يوم السبت، مجموعة من الفلسطينيين المسلحين والمتطرفين، بصورة خاصة، من داعمي "الجهاد الإسلامي"، يقتربون من بلدة يهودية. يحاول السكان إبعاد المسلحين المتطرفين عن البلدة، وتندلع مواجهات بين الطرفين، يتم خلالها إطلاق النار على يهودي، وهو ما يؤدي إلى موته. كيف كنا سنصف حادثة كهذه في إعلامنا؟ عملية؟ محاولة تنفيذ إعدام جماعي؟ مذبحة تم منعها في اللحظة الأخيرة؟
- هذا ما جرى يوم الجمعة الماضي بالقرب من القرية الفلسطينية برقة. اعتقلت الشرطة مستوطنيْن اثنين، يحيئيل إيندور وإليشع يارد، وهما من أكثر الفئات تطرفاً وعنفاً، بشبهة القتل بدافع قومي. وزارة الخارجية الأميركية عرّفت الحادثة بأنها عملية إرهابية، لكن حكومتنا، الوزراء وأعضاء الكنيست، منحوا الدعم لهؤلاء المشتبه فيهم. في يوم من الأيام، كنا نشكو، وبصدق، من أن السياسيين الفلسطينيين يدعمون "الإرهابيين". اليوم، يبدو أن هذا قد تحول إلى عادة لدينا أيضاً.
خطر كبير على أمن إسرائيل
- الميليشيات الخطِرة والعنيفة التي تسمى "شبيبة التلال"، هي خطر كبير على أمن إسرائيل. عنفهم ضد الفلسطينيين يؤدي إلى عمليات انتقامية. يعتدون بعنف على ضباط وجنود الجيش أيضاً، كما شهدنا أيضاً عشرات الأحداث خلال الأعوام الماضية. وفي الوقت نفسه، يضايق ممثلوهم في الكنيست قائد المنطقة الوسطى وضباطاً كباراً. يواجه الجيش والشاباك والشرطة صعوبات في التعامل مع هذه الظاهرة، لأنها تحصل على دعم عميق من داخل الحكومة.
- خدمت في منطقة الضفة الغربية أعواماً عديدة، وأنا أعلم جيداً بأن هذه الظاهرة ليست جديدة. وعلى الرغم من ذلك، فإن شيئاً ما قد تغير. قديماً، كان لدى المستوطنين قيادات لائقة، مثل بنحاس فلرشتاين وداني دايان، اللذين عارضا هذا العنف بقوة، ودعما الجيش. قيادة المستوطنين اليوم في الكنيست والحكومة لم تخدم في الجيش، إيتمار بن غفير ترعرع في حقول الكهانية؛ وبتسلئيل سموتريتش يطالب بمحو قرى، وقاطعته كل حكومة عاقلة في العالم؛ أما مستشار النائبة ليمور هار ميلخ فهو أحد المشتبه فيهم في العملية؛ وهذه فقط قائمة جزئية.
دعم الإرهاب يخرق الاتفاق بين المواطنين
- رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت فقدا السيطرة. مجموعة متطرفة وعنيفة تقرر السياسات، والأشخاص الذين انتخبهم الجمهور الإسرائيلي من أجل الأمن والسيادة في حالة صمت. الإرهاب اليهودي ينتشر، وكذلك "الفلسطيني"، ولا يوجد مسؤول. بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت، كلاهما خائف من خسارة الائتلاف مع سموتريتش وبن غفير، لذلك، هما ببساطة مشلولان. وحالياً، العالم ينظر بذهول. نفقد دعم الولايات المتحدة، ويبعدون عنا الدول العربية، وأضرار تلحق بصورتنا في أوروبا.
- الضرر الأكبر في نهاية المطاف سيلحق بالمستوطنين. العنف يبعد عنهم الجمهور الإسرائيلي، ويقوّي هؤلاء الذين يعتقدون، مثلي، أنه يجب الخروج من الضفة. إسرائيليون، مثلي، خدموا في الجيش أعواماً طويلة في مجال الدفاع عن المستوطنات، وأرسلوا أبناءهم أيضاً للقيام بذلك، حتى لو كان هذا يتناقض مع موقفنا السياسي. الإرهاب اليهودي والدعم الذي يحصل عليه من الحكومة يغيّران العلاقات بين الفئات داخل إسرائيل. في المستقبل القريب، سترفض الأمهات إرسال أولادهن للخدمة في الضفة، والمستوطنون سيُتّهمون بكل عملية تقع في داخل إسرائيل، وتزداد المطالبات بتقسيم الدولة بين إسرائيل ويهودا، وبالانسحاب الأحادي الجانب من الضفة.
- عندما يحدث هذا، تستطيع قيادة المستوطنين فقط أن تلوم نفسها.