من أجل منع حرب ضد حزب الله يجب تعليق التسريع
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
- مؤخراً، نُشر أن شعبة الاستخبارات العسكرية حذّرت رئيس الأركان من تآكل "الردع الأساسي" لإسرائيل في مواجهة أعدائها، وفي طليعتهم حزب الله. حتى الفترة الأخيرة، كان التقدير أن حزب الله يبحث عن فرصة لتحدّي إسرائيل، لكن من دون الوصول إلى حافة الحرب، التي يفضل الحزب الامتناع من خوضها. ويبدو أن هذا التقدير تغيّر على خلفية الانقلاب الدستوري والدمار الذي ألحقه بالتماسك الداخلي.
- تحذير الجيش يشكل ذروة في مسار مستمر منذ عدد من السنوات للتآكل في الردع في مواجهة حزب الله. والدليل على هذا التآكل هو مبادرة نصر الله إلى التخطيط لهجوم غير مسبوق في تقاطع مجدو، بواسطة "مخرب" مسلح بعبوات وحزام ناسف، اجتاز الحدود من لبنان، بهدف القيام بهجوم كبير (أُحبط) في نيسان/أبريل، وعدم منع حزب الله من إطلاق "حماس" صواريخ من الجنوب اللبناني؛ حالياً، يهدد نصر الله بالرد على إسرائيل إذا حاولت إخلاء الخيمة التي نصبها في منطقة مزارع شبعا.
- لقد تضرر الردع في مواجهة حزب الله، والمطلوب من إسرائيل ترميمه لوقف سلسلة الاستفزازات التي يقوم بها الحزب، قبل أن تؤدي إلى تصعيد، وربما إلى حرب. وكل البدائل تبدو سيئة: الاستمرار في ضبط النفس وتراجُع الردع إلى مستوى خطِر، وفي الموازاة، جسّ النبض للدخول في محادثات مع لبنان بشأن الحدود البرية؛ عملية محدودة لإزالة الخيمة، والتي من المتوقع أن تؤدي إلى رد؛ انتظار خطأ يرتكبه حزب الله والرد بعنف ضد مكونات قوته الأساسية، وهو ما سيؤدي إلى عدة أيام من القتال. لا تزال الخطوة الأكثر فعالية لترميم الردع والحؤول دون التدهور خطوة غير عسكرية، وقف التشريعات القضائية المدمرة التي لا ضرورة لها.
- في المقابل، يجب على رئيس الحكومة وقف تحميل الجيش المسؤولية كما فعل خلال النقاش الأخير في المجلس الوزاري المصغر، والتركيز على إرسال رسالة إلى نصر الله، يحذّره فيها من ارتكاب أخطاء مشابهة لتلك التي ارتكبها في سنة 2006. يجب أن يفهم نصر الله أن الاحتجاج يناضل دفاعاً عن الديمقراطية والحصانة الوطنية في مواجهة التهديد الداخلي، لكن المجتمع الإسرائيلي سيدافع بقوة ضد أي تهديد خارجي. كما يجب على المواطنين اللبنانيين أن يدركوا أن حزب الله، بأوامر من إيران، يمكن أن يجر لبنان إلى دمار غير مسبوق.
- يتعين على إسرائيل بلورة استراتيجيا تقوّض "غطرسة" نصر الله من خلال إدارة محسوبة للمخاطر، هدفها منع تصعيد واسع، لكن يجب عليها أن تكون مستعدة لمواجهته، إذا فُرض علينا. نصر الله الذي يعتقد أن في إمكانه "السيطرة على التصعيد" ويسمح لنفسه بالذهاب حتى النهاية، يجب أن يدرك أنه يمكن أن يقع بعدها في الهاوية.