ترحيل الفلسطينيين بدأ وهو موثّق، لكنكم تتجاهلونه
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • قبل عدة أيام، هاجم مستوطنون عائلة فلسطينية، وجرحوا ابنها البالغ من العمر 7 أعوام، ورشّوا والده بالغاز المسيل للدموع. ونُقل الاثنان بسيارة الإسعاف للمعالجة في المستشفى. هل سمعتم هذا في وسائل الإعلام؟
  • يوماً بعد يوم، تنتشر أعمال عنف هدفها طرد الفلسطينيين. وهذا ليس مجرد كلام، بل يحدث كل يوم. طبعاً، لا تنتهي كل الحوادث بإصابات جسدية، لكن الأثر التراكمي لهذا السلوك، بينما يقف الجيش موقف المتفرج، والشرطة لا تقدم المساعدة، هو فعلياً الترحيل القسري. كبار في السن ونساء وأطفال ورجال، يأخذون أغراضهم وأملاكهم، ويغادرون الأرض التي عاشوا فيها عشرات الأعوام. ونحن في إسرائيل، تقريباً لا نسمع عن هذا الأمر شيئاً.
  • مؤخراً، نشرت هيئة الإغاثة التابعة للأمم المتحدة تقريراً جاء فيه أنه خلال الأشهر الثمانية الأولى من سنة 2023، اقتُلع 10105 فلسطينيين من منازلهم. وأربع مجموعات فلسطينية غادرت أراضيها نهائياً. في 6 بلديات وقرى أُخرى، غادر كثيرون من السكان منازلهم. خلال هذه الفترة، كان المستوطنون يهاجمون الفلسطينيين بمعدل 3 هجمات يومياً. وهذه النسبة تُعتبر في الذروة منذ بدء توثيق هذه الحوادث قبل 17 عاماً. وهذا يحمل اسماً: إنه الترحيل. وما يجري جريمة حرب، وفق القانون الدولي.
  • كيف يمكن لهذا أن يحدث على بُعد مسافة قصيرة من منازل أغلبية مواطني الدولة، وباسمهم، ونحن لا نعرف عنه شيئاً؟ السبب صمت وسائل الإعلام. وإذا لم يكن الحدث استثنائياً بصورة خاصة، فإننا لا نسمع عنه. فوسائل الإعلام لا تُجري مقابلات مع أفراد التجمعات الفلسطينية، ولا تعكس الشعور بالخوف، ولا تطلب رداً من الجيش والشرطة. والأكيد أنها لا ترسل طاقماً لتوثيق هذا الواقع.
  • وسائل الإعلام تتمسك بدورها. لكن مَن يريد معرفة ما يجري على الأرض، يجب أن يتابع نشطاء حقوق الإنسان الذين يقومون بمناوبات حضور دفاعي، يرافقون خلالها الرعاة ويوثّقون. منظمات مثل "ننظر إلى الاحتلال بأعيننا"، ونشطاء غور الأردن، و"القدس حرّة"، ونشطاء يأتون إلى مسافر يطا، و"تعايُش"، و"توراة الحق" و"يش دين" و"بتسيلم"، و"محسوم واتش" [عين على الحاجز]، وغيرها. وفيما يلي بعض المشاهد والتقارير التي وثّقتها هذه المنظمات في الفترة الأخيرة، قد يكون من الصعب أن نقرأ ونسمع ونرى، لكن من الممنوع أن نغمض عيوننا:
    • 10 آب/أغسطس، بالقرب من بني نعيم: مستوطنون مسلحون يوقفون سيارة فلسطينيين (بتسليم).
    • 16 آب/أغسطس، جنوبي بورين: مستوطنون يحرقون أشجاراً وأراضي (يش دين).
    • 22 آب/أغسطس: مستوطنون يقتحمون ويهاجمون، والجيش يقف متفرجاً (ننظر إلى الاحتلال بأعيننا).
    • 27 آب/أغسطس، قرية مدما: مستوطنون ترافقهم مركبة للأمن وجنود، يقتلعون أشجار زيتون ويرمون الحجارة (يش دين).
    • 20 آب/أغسطس، منطقة خان الأحمر: رجل أمن مسلح من قرية أدوميم يسيج منطقة للرعي، ويعتقل ولداً فلسطينياً في السادسة من عمره (نقلاً عن تويتر "إسرائيل حرة").
    • 29 آب/أغسطس، وادي السق: مستوطنون يقتحمون القرية، ويطردون الأولاد من المدرسة، ويحاولون سرقة رؤوس من الماعز (ننظر إلى الاحتلال بأعيننا).
    • 30 آب/أغسطس، عين الرشاش: مستوطن يقوم بمضايقة السكان وهدر المياه (ننظر إلى الاحتلال بأعيننا).
    • 2 أيلول/سبتمبر، قرية رازم جنوبي جبل الخليل: مستوطنون يوجهون أضواء ليزر نحو فتيات صغيرات (أوري غفعتي).
    • 4 أيلول /سبتمبر، منطقة بيت إيل: فتى فلسطيني في العاشرة من العمر جُرح بحجر رشقه مستوطنون على سيارة عائلته (ننظر إلى الاحتلال بأعيننا).
    • 5 أيلول/سبتمبر، عين سكوت شمالي وادي الأردن: مستوطنون يهددون سكان القرية بالعصي (ننظر إلى الاحتلال بأعيننا).
    • 7 أيلول/سبتمبر، البؤرة الاستيطانية الجديدة بالقرب من بقعوت: مستوطن يهاجم شاباً يدافع عن راعي غنم (نشطاء غور الأردن).
    • 8 أيلول /سبتمبر، تل رميدة: مستوطنون يحرقون أشجاراً (ننظر إلى الاحتلال بأعيننا).
    • 9 أيلول /سبتمبر، شمال غور الأردن: مستوطنون يسرقون ماشية فلسطيني ويهاجمون الراعي ويجرحونه (نشطاء غور الأردن وننظر إلى الاحتلال بأعيننا).
    • 14 أيلول/سبتمبر، عين الرشاش: مستوطنون يطاردون راعياً فلسطينياً، ويفرّقون ماشيته (ننظر إلى الاحتلال بأعيننا).
    • 16 أيلول /سبتمبر، عين الرشاش: مستوطنون يقومون بهجوم، مستخدمين جرافة (ننظر إلى الاحتلال بأعيينا).
    • 17أيلول/سبتمبر، تل رميدة والخليل: مستوطنون يهاجمون فلسطينيين بحراسة الجيش (ننظر إلى الاحتلال بأعيننا).
    • 20 أيلول /سبتمبر، وادي السق: نشطاء من اليمين يعرقلون جولة لدبلوماسيين، ويحمل أحدهم مسدساً (بتسيلم).
    • 20 أيلول/سبتمبر، مفترق حِمدات: مستوطنون يقفون على باب خيمة راعٍ فلسطيني (نشطاء غور الأردن).
    • 22 أيلول/سبتمبر، سوسيا ومسافر يطا: مستوطنون يهاجمون عائلة في أثناء رعيها ماشيتها، ويجرحون فتى في السابعة من عمره، ويرشّون والده بالغاز المسيل للدموع (نشطاء متضامون مع مسافر يطا).
  • هذا العنف يُرتكب باسمنا، وبغض الطرف منا، وأحياناً بدعم حقيقي من الجيش، والكل صامت. سيأتي يوم ينظر فيه الإعلاميون إلى تلك الفترة، ويشعرون بعار كبير. في هذه الأثناء، يمكن للآخرين أن يتابعوا ويحصلوا على المعلومات من مصادر أُخرى والعمل على نشرها-من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ومحادثاتهم، ومن خلال كتاباتهم، والانضمام إلى النشاط الذي يجري على الأرض.

 

[ملاحظة: هذا المقال مزوّد بأشرطة فيديو توثّق كل حوادث العنف التي جرى تعدادها]؛

يمكن الاطلاع عليها من خلال الدخول إلى صفحة الرأي في "يديعوت أحرونوت".