تقرير: تصاعُد التوترات في الضفة ومقتل 55 فلسطينياً خلال الأسبوع الماضي برصاص الجيش الإسرائيلي، وفي ظل تفاقُم عنف المستوطنين
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

في الوقت الذي تتجه أنظار العالم نحو الحرب التي تشنّها إسرائيل على غزة، في إثر الهجوم الكبير الذي قامت به حركة "حماس" ضد المستوطنات الإسرائيلية في منطقة "غلاف غزة" يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر الحالي، تصاعدت التوترات في مناطق الضفة الغربية، حيث قُتل 55 فلسطينياً خلال الأسبوع الماضي في اشتباكات مع قوات الجيش الإسرائيلي، وفي مداهمات اعتقال وهجمات من جانب المستوطنين الإسرائيليين، بحسب بيان صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية أمس (الأحد).

وقال مراقبون من منظمة الأمم المتحدة إن هذا الأسبوع كان الأكثر دمويةً بالنسبة إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية، منذ سنة 2005. وأضاف هؤلاء المراقبون أنه منذ هجوم "حماس" المذكور، فرض الجيش الإسرائيلي قبضة مشددة على الضفة الغربية، وقام بإغلاق المعابر المؤدية إلى المناطق [المحتلة] والحواجز بين المدن. كما وقعت عدة اشتباكات بين قوات الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين في الضفة الغربية في الأيام الأخيرة، حيث أعلن الجيش عن 10 محاولات لتنفيذ هجمات على الأقل.

وكان يوم الجمعة الماضي يوماً دامياً بشكل خاص، إذ قُتل 16 فلسطينياً في حوادث مختلفة في أنحاء الضفة الغربية.

وقال بيان صادر عن الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية إن 4 فلسطينيين قُتلوا برصاص عناصرها، بعد أن قاموا بتفجير عبوات ناسفة، في محاولة لاختراق الجدار الفاصل في الضفة الغربية.

وأشار بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن الجيش اعتقل في الأيام الأخيرة 220 شخصاً في مداهمات في أنحاء الضفة الغربية، بينهم 130 ناشطاً في حركة "حماس".

من ناحية أُخرى، قام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير في الأيام القليلة الفائتة بتوزيع مزيد من الأسلحة على المستوطنين، وسط تكليفهم بمهمات الأمن في المستوطنات.

وقال بن غفير في بيان صادر عنه، بعد الهجوم الذي نفّذته "حماس" في "غلاف غزة"، إن وزارته تقوم بتوزيع 10.000 قطعة سلاح، بالإضافة إلى معدات قتالية وسترات واقية وخوذات، على المدنيين الإسرائيليين، مع التركيز بشكل خاص على سكان المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية. وأضاف: "سنغيّر كل الأنظمة حتى تتم حماية المستوطنات. لقد أمرت بتسليح الوحدات المدنية الاحتياطية على نطاق واسع من أجل حماية المستوطنات والمدن."

وتأتي هذه التطورات كلها، على خلفية تصاعُد أعمال العنف التي يقوم بها المستوطنون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، فقد أظهر مقطع فيديو، يوم الجمعة الماضي، مستوطناً يحمل بندقية هجومية، يدخل إلى قرية التواني في جنوب الضفة الغربية، ويطلق النار على فلسطيني من مسافة قريبة. وقبل ذلك بيومين، أفادت السلطة الفلسطينية بأن مستوطنين قتلوا ثلاثة فلسطينيين بالرصاص في قرية قصرة، بالقرب من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية. وفي الغداة، هاجم المستوطنون جنازتهم، وهو ما أسفر عن مقتل فلسطينييْن آخريْن، وأظهرت لقطات فيديو المستوطنين وهم ينحرفون بسياراتهم نحو موكب الجنازة، قبل إيقاف سياراتهم والبدء بإطلاق النار.

وفي يوم الجنازة نفسه، وصل مستوطنون إلى وادي السيق، وهو تجمّع بدوي صغير يسكنه نحو 200 شخص في وسط الضفة الغربية، وقاموا بإطلاق النار، وهو ما أدى إلى إصابة 3 فلسطينيين. وقال سكان من وادي السيق إن عدداً من الجنود وأفراد الشرطة شاركوا في الهجوم، وقاموا بضرب واعتقال السكان، الأمر الذي اضطرهم إلى مغادرة المكان. وقال أحد السكان: "لقد أخذ المستوطنون كل شيء، والآن، هم يجلسون في منازلنا."

وأكدت مؤسسات الأمم المتحدة أن وادي السيق هو التجمع البدوي السادس الذي يقوم سكانه بمغادرة منازلهم في العام الأخير، رداً على تصاعُد هجمات المستوطنين. كما أشارت إلى أن 1100 فلسطيني نزحوا من أماكنهم بسبب عنف المستوطنين في العام الماضي، وبسبب شعورهم بالذعر من هؤلاء المستوطنين الذين وصلوا وهددوهم، وكذلك بسبب شعورهم بأنهم غير محميين على الإطلاق.

 

المزيد ضمن العدد