تقرير: فتح تحقيق ضد عشرات المواطنين العرب بحجة نشر كلمات دعم وإشادة بأعمال حركة "حماس" وحملة ملاحقة للطلاب العرب في الجامعات والكليات الإسرائيلية

فصول من كتاب دليل اسرائيل

المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

أعلنت النيابة الإسرائيلية العامة خلال الأيام القليلة الماضية أنها وافقت على فتح تحقيق ضد عشرات المواطنين العرب، بحجة نشر كلمات دعم وإشادة بأعمال حركة "حماس"، وأشارت إلى أنها قرّرت السماح للشرطة، وبشكل استثنائي، بفتح تحقيق من دون الحصول على موافقة مسبقة من النيابة العامة.

وجاء في البيان الصادر عن النيابة العامة: "على خلفية كون دولة إسرائيل في حالة حرب، وفي حالة طوارئ، ونظراً إلى الحاجة إلى تقديم ردّ سريع، فإن المدعي العام للدولة ونائبه قرّرا السماح للشرطة، بشكل استثنائي، بفتح تحقيق من دون الحصول على موافقة مسبقة من النيابة العامة في قضايا واضحة تتعلق بدعم المنظمات ’الإرهابية’ والأعمال ’الإرهابية’ القاتلة لأفرادها."

وذكرت مصادر رفيعة المستوى في النيابة العامة أن الشرطة حققت مع نحو 100 شخص وقامت بتمديد اعتقال بعضهم. وأضافت هذه المصادر أن موقف النيابة هو عدم التسامح مطلقاً مع مَن ينشر، صراحةً وحتى ضمناً، عبارات تأييد ودعم للعدو وأعماله ضد مواطني الدولة الذين تعرضوا للقتل والتعذيب والإذلال. كما أشارت إلى أن المدعي الإسرائيلي العام أوعز بأنه كقاعدة عامة، يجب من الآن فصاعداً فتح تحقيق واعتقال وملاحقة بحق كل مَن ينشر كلمات مديح ودعم لِما وصفه بأنه "أعمال وحشية"، في إشارة إلى نتائج الهجوم الذي قامت به حركة "حماس" ضد مستوطنات "غلاف غزة" يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر الحالي.

تجدر الإشارة إلى أن مندوبين من عدة حركات طلابية ناشطة في أوساط الطلاب الجامعيين العرب في الجامعات الإسرائيلية عقدوا يوم السبت الماضي اجتماعاً في مكتب لجنة المتابعة العليا لشؤون السكان العرب في الناصرة، ناقشوا فيه سبل الرد على حملة التحريض وملاحقة الطلاب العرب في الجامعات والمعاهد العليا ومختلف الكليات.

وحضر الاجتماع رئيس لجنة المتابعة العليا محمد بركة، وأكد في مستهله أهمية تنظيم الحركة الطلابية بشكل عام، وفي ظل الظروف الراهنة بشكل خاص، والتي يتم فيها استهداف الطلاب العرب في مختلف الجامعات والكليات وتُشنّ ضدهم حملة واسعة من التحريض يجري فيها نشر صور لطلاب ومحاضرين، ووصلت إلى ذروتها بفصل عدد من الطلاب بطرق تعسفية.

وأفاد مندوبو الحركات الطلابية أنه تجري حالياً حملة تحريض وكم أفواه وتحريض مستمر على عدد كبير من الطلاب العرب في الجامعات والكليات، بواسطة نشر صورهم وأرقامهم وإلصاق تهم باطلة بهم، مثل دعم "الإرهاب". ودان مندوبو الحركات الطلابية تواطؤ إدارات الجامعات مع هذا التحريض، ومع العقلية الأمنية الفاشية، إذ قام بعضها بفصل طلاب بسبب منشورات على "فايسبوك"، ومن دون أيّ مساءلة مسبقة، وبطريقة غير قانونية.

وأقرّ الاجتماع إقامة هيئة طلابية مشتركة تتابع قضايا الطلاب العرب بشكل عام، وموجة الملاحقة والتحريض بشكل خاص، لتكون مرجعية وحدوية قطرية لمواجهة الأخطار التي تهدد سلامة الطلاب، وذلك تحت مظلة لجنة المتابعة العليا، وبالتعاون مع عمل الهيئة العربية للطوارئ والمؤسسات الحقوقية العربية.

كما اتُّخذ قرار إقامة هيئة طوارئ طلابية قطرية تتابع قضايا الطلاب، وتعمل على توثيق التحريض في مختلف الجامعات من على شبكات التواصل الاجتماعي ومجموعات الواتس آب والتيليغرام، وأي وسيلة أُخرى.

 

المزيد ضمن العدد