السلطة الفلسطينية هي شريك
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- الكارثة التي عاشتها إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر، فضحت جبهة الرفض الإسرائيلية، برئاسة بنيامين نتنياهو. كلام نتنياهو في المؤتمر الصحافي، أول أمس، يدل على أن النظرية المدمرة التي يقودها، لا تزال موجودة. فهو لا يكتفي باحتفاظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية الشاملة على القطاع، بل أعلن أنه "لن يكون هناك سلطة مدنية تدفع الرواتب لعائلات "القتَلة". وهو يقصد هنا السلطة الفلسطينية، برئاسة محمود عباس.
- يبدو أن كلام نتنياهو موجّه إلى الداخل، وهدفه تحصين سلطته. هو نفسه تحفّظ عن عودة السيطرة المدنية الإسرائيلية على المنطقة، وبذلك ابتعد عن اليمين المتطرف المسياني. لكن من الصعب أن نجد طرفاً عربياً، أو دولياً، يتطوع لتحمُّل هذه المهمة الصعبة، والسلطة الفلسطينية هي الوحيدة التي يمكنها تحمُّل المسؤولية عن 2.2 مليون فلسطيني من سكان القطاع. الحملة التي يشنّها نتنياهو على السلطة مدمرة، وتدل على عدم حدوث أي تغيير في النظرية.
- يتعين على نتنياهو قول "لا" "للإرهاب"، و"نعم" للقناة الدبلوماسية، وليس فقط للتعاون الأمني. لقد سبق أن أوضحت قيادة السلطة أن شرط عودتها إلى غزة هو العودة إلى طاولة المفاوضات بشأن حل الدولتين. كما أوضح الرئيس جو بايدن أنه يتمسك بهذا الحل. واللقاء بين وزير الخارجية أنتوني بلينكن ورئيس السلطة عباس، يؤكد أن الولايات المتحدة ترى في السلطة شريكاً لإسرائيل في الحل السياسي.
- كارثة 7 تشرين الأول/أكتوبر، والمواجهة المتعددة الجبهات التي بدأت بعدها، جمعت القضية الفلسطينية مع القضية الإيرانية وفروعها. رئيس الحكومة، الذي يلتزم الصمت حيال الذين يثيرون الفتن، مثل الوزيرين يسرائيل كاتس وآفي ديختر، اللذين يتحدثان عن "نكبة ثانية"، وآخرين ممن يحلمون بالعودة إلى غوش قطيف، يعرّض اتفاقات السلام مع الأردن ومصر واتفاقات أبراهام للخطر. لقد أعلن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، علناً، أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل مشروط بتقدُّم التسوية مع الفلسطينيين. وعملية سياسية من شأنها منح السلطة الفلسطينية مظلة واسعة من الجامعة العربية، ومن الدول الإسلامية.
- يواصل نتنياهو استراتيجيته التي أوصلت إسرائيل إلى الهاوية: حشر السلطة الفلسطينية في الزاوية، بهدف إفشال أي احتمال لحل الدولتين؛ والتعاون الائتلافي مع حزب المستوطنين، وكانت النتيجة إشعال المنطقة، بدلاً من الطلب من وزير الدفاع وضع حد للتأجيج الذي يقوم به المشاغبون من المستوطنين الذين يفعلون ما يشاؤون، وفتح قناة دبلوماسية مع عباس.
- لا يجوز أن يكتفي بني غانتس وغادي أيزنكوت بالمشاركة في الخطوات العسكرية، والدفاع عن الجبهة الداخلية، وعن الشعور بـ"معاً ننتصر". يجب عليهما أن يوضحا جيداً لنتنياهو أن الذهاب إلى حرب شاملة يجب أن يشمل إنهاء المقاطعة السياسية المفروضة على السلطة الفلسطينية، وترميم مكانتها وسط الشعب الفلسطيني والمواطنين الإسرائيليين.