القتال بين حزب الله وإسرائيل ارتفع درجة - والمطلوب من إسرائيل أن تقرر
المصدر
معهد دراسات الأمن القومي

معهد أبحاث إسرائيلي تابع لجامعة تل أبيب. متخصص في الشؤون الاستراتيجية، والنزاع الإسرائيلي -الفلسطيني، والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك لديه فرع خاص يهتم بالحرب السيبرانية. تأسس كردة فعل على حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، بقرار من جامعة تل أبيب؛  وبمرور الأعوام، تحول إلى مركز أبحاث مستقل استقطب مجموعة كبيرة من الباحثين من كبار المسؤولين الأمنيين، ومن الذين تولوا مناصب عالية في الدولة الإسرائيلية، بالإضافة إلى مجموعة من الأكاديميين الإسرائيليين، وهو ما جعله يتبوأ مكانة مرموقة بين المؤسسات البحثية. يُصدر المعهد عدداً من المنشورات، أهمها "مباط عال" و"عدكان استراتيجي"، بالإضافة إلى الكتب والندوات المتخصصة التي تُنشر باللغتين العبرية والإنكليزية.

  • في مقابل الحرب في غزة، طرأ في الأسبوع الأخير ارتفاع تدريجي في حجم القتال الدائر بين الجيش الإسرائيلي وبين حزب الله على طول الحدود اللبنانية. فقد عمد الحزب إلى توسيع القتال من خلال زيادة حجم الهجمات (مع استمرار استهداف الأهداف العسكرية)، وتوسيع مدى إطلاق الصواريخ، واستخدام وسائل جديدة (إطلاق قذائف تحمل كميات أكبر من المواد الناسفة وتوسيع استخدام المسيّرات)، حسبما تفاخر نصر الله في خطابه الأخير (11 تشرين الثاني/نوفمبر). يشعر نصر الله بأنه مضطر إلى التصعيد، سواء بسبب الانتقادات الداخلية التي تعرّض لها (بعد خطابه في 3 تشرين الثاني/نوفمبر)، وخصوصاً من جانب "حماس" ومؤيديها، بسبب المساهمة المحدودة لحزب الله في الصراع الدائر بين "حماس" والجيش الإسرائيلي في غزة، أو بسبب الحاجة إلى الرد على عمليات الجيش الإسرائيلي على الحدود اللبنانية، والتي تُكبّد الحزب ثمناً باهظاً، مع سقوط 72 قتيلاً بين صفوفه، والأضرار التي لحقت ببنيته التحتية. كما أن الادعاء أن الجيش الإسرائيلي قتل مدنيين لبنانيين، دفع الحزب إلى الاعتراف، للمرة الأولى، بإطلاق صواريخ كاتيوشا على هدف مدني في إسرائيل (6 تشرين الثاني/نوفمبر).
  • تساهم إسرائيل، من خلال ردودها، في توسيع المواجهات، عبر شن هجمات في العمق ضد البنية التحتية للحزب (على بُعد 40 كيلومتراً عن الحدود)، ومن خلال التهديدات بالعواقب الوخيمة التي سيتعرض لها لبنان جرّاء شنّ حرب شاملة من طرف القيادتين السياسية والعسكرية، بمن فيهما وزير الدفاع، الذي لمّح إلى إمكان مبادرة إسرائيل إلى الحرب، بحسب قوله في مؤتمره الصحافي (11 تشرين الثاني/نوفمبر): "إذا سمعتم أننا هاجمنا بيروت، فاعلموا أن حزب الله تخطى الخط الأحمر".
  • على الرغم من التصعيد في الميدان، يبدو أن نصر الله مستمر في الحفاظ على إبقاء القتال دون مستوى الحرب، حسبما يمكن أن نفهم من خطابه الأخير. لقد أوضح نصر الله أن هدف القتال في الشمال مساعدة "حماس"، وإشغال الجيش الإسرائيلي في الشمال، كساحة ثانية ومعقدة أُخرى، في الضغط الشامل من كل أعضاء محور المقاومة، في الصراع ضد إسرائيل، ومن خلال الحفاظ على الغموض فيما يتعلق بالآتي، والسعي للحفاظ على استراتيجيا المعادلات التي يقودها.
  • من ناحية أُخرى، إن خطر حدوث تدهور غير مقصود في الشمال، من جهة، ومن جهة ثانية، الحاجة إلى تغيير الواقع على طول الحدود، عبر دفع حزب الله إلى الوراء، والسماح لسكان المستوطنات الذين جرى إجلاؤهم بالعودة إلى منازلهم، يفرض على إسرائيل اتخاذ قرار عاجل. المطلوب من الكابينيت الأمني، ومن المؤسستين العسكرية والسياسية، الآن، درس احتمالات تغيير أفق العمل العسكري في الساحة الشمالية، وفي المقابل، درس السبل للدفع قدماً بالغطاء السياسي المطلوب من أجل خلق واقع جديد على طول الحدود اللبنانية، وعدم انتظار "اليوم التالي" للحرب الطويلة المتوقعة في غزة؟
 

المزيد ضمن العدد