قتل وترانسفير في الضفة الغربية
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- بينما كل الأنظار موجهة إلى غزة، تشهد الضفة الغربية أموراً خطِرة تغيّر الوقائع فيها بصورة لا رجعة عنها. فقد رأى المستوطنون في الحرب على غزة فرصة لتغيير واقع الحياة في الضفة والقيام بكل ما كانوا لا يتجرأون على القيام به في أوقات أُخرى. فهم يسيئون معاملة جيرانهم الفلسطينيين، يهاجمونهم ويعتدون على أملاكهم بعنف أكبر من الأيام العادية، بينما الجيش الإسرائيلي لا يقوم بردعهم، لا بل في أحيان كثيرة، يحميهم، ويتعامل بعدوانية، ويستخدم أدوات فتاكة ضد الفلسطينيين.
- هاتان الخطوتان مرتبطتان ببعضهما البعض، ولهما نتيجة مشتركة: إجلاء الفلسطينيين عن قراهم وأراضيهم، وخصوصاً في نقطتين بعيدتين في الضفة: جنوب جبل الخليل وشمال غور الأردن. هناك، وفي مواجهة سكان هم الأضعف، مجموعات من الرعيان الذين ليس لديهم مَن يحميهم، يجري ترانسفير حقيقي لا يتحدث عنه أحد في إسرائيل.
- منذ بداية الحرب، اضطر سكان 16 مجموعة من الرعيان في جنوب جبل الخليل إلى مغادرة قراهم، خوفاً من المستوطنين. في شمال الغور، غادرت 20 عائلة قراها للسبب عينه.
- في غضون ذلك، يُقتل مزيد من الفلسطينيين، تقريباً بصورة يومية، في كل أنحاء الضفة، جزء منهم أبرياء. في منطقة طولكرم وحدها، قُتل نحو 50 شخصاً منذ بداية الحرب، وفي منطقة رام الله، قُتل 30 شخصاً. جزء من هؤلاء قُتل على يد المستوطنين الذين باتت أيديهم خفيفة أكثر على الزناد، نظراً إلى معرفتهم أنه لن يلحق بهم أي أذى في ظل الحرب، وفي ظل حكومة اليمين المتطرف.
- الجنود أيضاً يطلقون النار بسهولة على الفلسطينيين، يضاف إلى ذلك هجمات المسيّرات الانتحارية على تجمعات سكنية مكتظة في مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم.
- تزامناً مع القتل، يجري الهدم: ففي الأسبوع الماضي، أفاد جدعون ليفي وأليكس ليفاك بأن الدمار حوّل مخيم جنين إلى صورة مصغرة عن غزة ("هآرتس"، 8/12)، وهكذا وصفت وضع المخيم صحيفة "الواشنطن بوست" في تحقيق خاص عن جنين.
- يضاف إلى ذلك، حدوث مواجهات بين الجيش الإسرائيلي وبين السكان في شمال وادي الأردن. على سبيل المثال، منع تزويد سكان القرى في شمال الغور بالمياه مدة يومين متواصلين ("هآرتس"، 15/12). وبالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية الصعبة، فضلاً عن المنع المطلق للعمال الفلسطينيين من الدخول إلى إسرائيل للعمل، هناك عشرات الحواجز المتشددة التي تزيد في عذاب الفلسطينيين.
- لقد فشل رئيس الحكومة فشلاً ذريعاً في 7 تشرين الأول/أكتوبر. والآن، من خلال الدعم الذي قدمه للمستوطنين والجيش، ومن خلال خطاباته السامة ضد السلطة الفلسطينية، يتسبب بتدهور جبهة إضافية، يمكن أن تنفجر في وجه كل مواطني إسرائيل.