من هي القوى السياسية التي تقف وراء الهيئة المعارضة لصفقة تبادُل أسرى
المصدر
موقع شومريم

مركز الاتصالات والديمقراطية، موقع إلكتروني  إسرائيلي أنشئ سنة 2019 تحت شعار تعزيز الصحافة النقدية في إسرائيل.

المؤلف
  • اجتمع كابينيت الحرب، خلال الأسبوع الماضي، مع عائلات المخطوفين في غزة. كان اللقاء متوتراً، وفي نهايته، وجّه العديد من العائلات انتقادات خطِرة إلى الحكومة. لكن، في المقابل، انتشر في وسائل الإعلام، باسم هذه العائلات، إعلان تأييد للحكومة، هذا نصّه "إن منتدى ’تكفا’ الذي يمثل عائلات مخطوفين، ويشد على أيدي كابينيت الحرب، ويعتبر أن أي مطالبة بوقف عمليات الجيش، تقلل من فرص إطلاق سراح المخطوفين، وتعرّض حياة المقاتلين على الجبهة للخطر. إن الطريقة الوحيدة لاستعادة أحبائنا هي في مواصلة القتال بكل قوة وبطش ضد العدو النازي".
  • فعلاً، ينتشر في وسائل الإعلام مزيد من الإعلانات من هذا المنتدى، مؤخراً، والتي تعبّر عن تأييد الحكومة ودعم تشديد العمليات العسكرية ضد "حماس"، وفي الوقت ذاته، معارضة عقد صفقة تبادُل معها.
  • يكشف التحقيق الذي أجراه موقع "شومريم" الآن، أن هناك شخصيات سياسية واضحة الانتماء، لها علاقة بالحكومة ورئيسها، ضالعة في نشاط الجمعية، ومن ضمن هذه الشخصيات، مسؤول الحملات بيرليه كرومبي. كما أن التبرعات الموجهة إلى هذا المنتدى تمر من خلال جمعية أقامها الوزير عميحاي إلياهو [وزير التراث العضو في حزب بن غفير، والذي صدرت عنه مؤخراً تصريحات تؤيد إسقاط قنبلة نووية على القطاع]، ونصّب أخاه على رأس هذه الجمعية.
  • إن فحوى المنشورات الصادرة عن هذا المنتدى، معاكِسة لِما تنشره قيادة أهالي المخطوفين، التي لديها توجّه نقدي أكثر للحكومة، وتدعو إلى الإطلاق الفوري لسراح المخطوفين، مهما كان الثمن. ما من شك في أن هناك فوارق حقيقية ومشروعة في آراء ومشاعر عائلات المخطوفين المختلفة. لكن يبدو أن منتدى "تكفا" يحتوي في صفوفه على عدد قليل نسبياً من عائلات المخطوفين، وأن هذا المنتدى، بكل تأكيد، لا يمثل أكثرية العائلات.
  • يُشار إلى أن تسفيكا مور، والد أحد المخطوفين من حفلة "رعيم"، إلى جانب إلياهو ليبمان، رئيس مجلس مستوطنة كريات أربع، هما العضوان الأكثر ارتباطاً بهذا المنتدى، من عائلات المخطوفين، وأُجريَت مقابلات معهما باسم المنتدى. وفي محادثة داخلية جرت عبر تطبيق زوم، لهذا المنتدى، خلال الأسبوع الماضي، قيل إن هناك كثيراً من العائلات الأُخرى التي تؤيد نشاط المنتدى، ولا تريد الكشف عن اسمها، وهكذا، لا يمكن العثور على عدد محدد من العائلات الداعمة له. وفي المقابل، يقول منتدى عائلات المخطوفين إن منتدى "تكفا" يمثل، في الإجمال، بضع عائلات يمكن عدّها على أصابع اليد الواحدة.
  • ومهما يكن من أمر، فمن الصعب إخفاء العداء بين الهيئتين. قال مور في محادثة عبر تطبيق زوم "لقد رأينا أننا لن نحصل على مساحة للكلام في قيادة العائلات الـ’تل أبيبية‘. لقد تم إخراسنا في مجموعات الواتساب التابعة لهذه الجماعة، وتم شتمنا وإدانتنا... ولذا، أدركنا أن علينا إنشاء منصة، يمكننا من خلالها التحدث عن أفكارنا، لكي ننفخ في الشعب روحاً أُخرى". وأضاف قائلاً إن الروحية السائدة في أوساط قيادة عائلات الأسرى هي "روح الاستسلام، والهستيريا، وعدم القدرة على الصمود. (لكن) عندما نعيش حرباً، علينا ألّا نجعل العدو يرى عدم قدرتنا على الصمود، وخوفنا، وعدم استعدادنا للتضحية. وهذا كله هو ما نريد أن نوضحه لشعب إسرائيل". ويضيف مور أن الأمر مهم "من أجل قادتنا الذين يحتاجون إلى دعمنا".
  • بيْد أن الاستياء لم يتوقف عند هذا الحد: ففي مجموعة الواتساب الخاصة بمنتدى "تكفا"، كتب أحد المشاركين، قائلاً "نريد أن يسمعوا صوتنا! وعدم السماح للأشرار بكمّ أفواهنا وشلّ أفكارنا". من جهتها، لم تبقَ قيادة عائلات المخطوفين صامتة، وكان هناك مَن عرّف عناصر منتدى "تكفا" بأنهم جزء من الماكينة الدعائية السامة التي لا مشكلة لدى أعضائها في التضحية بأطفالهم على مذبح رئيس الحكومة.

مسؤولة الحملات في التعديلات القضائية

  • مؤخراً، أطلق المنتدى حملة تمويل جماعي، وجمع 270 ألف شيكل تقريباً [نحو 73 ألف دولار] حتى الآن. وسيتم استغلال هذا المبلغ، بحسب الوثيقة الداخلية الصادرة عن المنتدى، من أجل "تحقيق الوصول إلى جمهور أوسع ونقل رسائلنا إلى الإعلام، والوسائط المختلفة، والنشاطات الميدانية في أرجاء البلد. وهذا الأمر سيخلق تغييراً في الوعي العام في الدولة".
  • كان المتحدث الرئيسي في لقاء زوم الخاص بالمنتدى هو كرومبي، المختص بالحملات، والمقرب من رئيس الحكومة نتنياهو، وحزب "قوة يهودية"، والذي عرض برنامجه الذي سيشمل "سفراء" من مؤيدي المنتدى بتجنيد الأموال له عبر أصدقائهم.
  • يُعتبر كرومبي شخصية معروفة في أوساط اليمين: لقد قام بتنظيم تظاهرات اليمين لتأييد التعديلات القضائية؛ وبتقديم استشارات إعلامية لبن غفير في حملاته الانتخابية الأخيرة؛ ووقف خلف حملة التمويل الجماعي لنتنياهو، ومؤخراً، استضاف في "غلاف غزة" (في الوقت الذي كان يرتدي بزة الجيش العسكرية) سيمون فلايك، الملياردير الأميركي الذي انتقل نتنياهو وعائلته للسكن في منزله في القدس مع بدء الحرب. ومن المثير للاهتمام ملاحظة أن كرومبي اختار، عبر حساب X الخاص به، مهاجمة رونين تسور، الذي يمثل قيادة عائلات المخطوفين، بادّعاء أنه قام بـ"خطف" العائلات "لمصلحة تحقيق أهداف سياسية داخلية".
  • وحضر لقاء زوم أيضاً، شموئيل ميداد، رئيس منظمة حنانو اليمينية. لقد ارتبط اسم هذا الرجل بعائلات المخطوفين للمرة الأولى، بعد وقت قصير من اندلاع الحرب، في أواسط تشرين الأول/أكتوبر، حين التقى نتنياهو للمرة الأولى ممثلين لعدة عائلات من أُسر المخطوفين. وفجأة، دخل ميداد، الذي لا تربطه صلة قرابة مباشرة بأي مخطوف، وعلى الرغم من ذلك، وبحسب الشهادات، فإنه قال لرئيس الحكومة إذا كانت مسألة إنقاذ ابنته المخطوفة قد تمسّ بنصر الجيش الإسرائيلي على "حماس"، فهو مستعد للتضحية بحياة ابنته. وبعد هذا اللقاء، أصدر منتدى "تكفا"، الذي لم يكن معروفاً في ذلك الحين، إعلان دعم للجيش الإسرائيلي.

تبرّع من خلال جمعية أنشأها الوزير

  • لا تنتهي علاقة الجمعية بالحكومة عبر رابط كرومبي. إذ أوضح فحص أجريناه في أثناء إعداد التحقيق، أن مَن يسعى للتبرع لهذا المنتدى، يمكنه القيام بذلك من خلال جمعية قائمة، ويمكن للمتبرعين الحصول على إعفاء ضريبي من الدولة لقاء تبرُّعهم. فالجمعية التي يقوم المنتدى بتجنيد الأموال من خلالها، أنشأها وزير التراث عميحاي إلياهو (من حزب "قوة يهودية")، ومَن يقف على رأس الجمعية اليوم هو شقيق الوزير، الحاخام أريئيل إلياهو.
  • يُذكر أن الأخوين إلياهو هما نجلا الحاخام شموئيل إلياهو، حاخام مدينة صفد، المعروف بإطلاقه التصريحات العنصرية. وتلقت الجمعية العاملة تحت اسم "رابطة حاخامات التجمعات السكنية في إسرائيل"، على مدار الأعوام الماضية، تبرعات فاقت المليون ونصف المليون شيكل من وزارة الخدمات الدينية، ووزارة التربية والتعليم. ولم يخفِ أريئيل إلياهو رأيه المعارض لصفقات تبادُل الأسرى، إذ قال "إن إجراء صفقة تبادُل يعني مزيداً من المخطوفين، ومزيداً من القتلى، ووقتاً يستغله "المخربون" في التعافي، وورقة انتصار لـ"حماس". عليكم التوقف"، حسبما كتب عشية الصفقة التي أُطلق فيها سراح العشرات من النساء والأطفال من أسر "حماس".
  • أما الوزير عميحاي إلياهو، فقد ظهر اسمه في وسائل الإعلام، مؤخراً، بعد دعوته إلى "التحقق من القتل الميداني"، بعد أن قُتل مواطن إسرائيلي على يد جندي احتياط، عن طريق الخطأ، على الرغم من قيام القتيل برفع يديه استسلاماً، والتوسل للحفاظ على حياته. كما يُذكر أن إلياهو لم يرفض إلقاء قنبلة نووية على غزة، ونتيجة ذلك، تم منعه من حضور اجتماعات الحكومة.
 

المزيد ضمن العدد